السنور

عُذبت إمرأةً في هرةٍ حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار ـ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ـ

Bild 028 2Bild 028

ملحق الكرامات الأخباري


الناشر : الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله



 

للتواصل

هزائم الأحتلال

أعمال تشكيلية

ثقافة جهادية

ومضات

أخبار الجهاد

موقف في خبر

المستهل

الخبر اليقين

وثائق دامغات

بيانات

كتاب السنور

جرائم الأحتلال

مربط الفرس

ملصقات

مخاطب تنويرية

 

 

 

سجون

محاججات

شعر جهادي

 

الكرامات

سرديات


الإعلان عن جماعة التوحيد والجهاد في بيت المقدس

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَىْ اَللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَتْ عَلَيْهِ الضَلاْلَةُ فَسِيْرُوْاْ فِيْ الأَرْضِ فَاْنْظُرُوْاْ كَيْفَ كَاْنَ عَاْقِبَةُ المُكَذِبِيْنَ) [النحل: 36].
بيان رقم (1)
الإعلان عن جماعة التوحيد والجهاد في بيت المقدس
الحمد لله الذي أتم نعمته وأكمل الدين، وشرع الجهاد نشرا لكلمة التوحيد ودرءًا لفتنة الشرك وحفظا للدين ، وجعل العزة لمن أطاعه من المؤمنين، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره وإن ارتفعوا في أعين الناظرين، القائل: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل : 123]، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أرسله الله بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد وحده ولا يُشرك به شيئا ، وجُعل رزقه تحت ظل رمحه، بعثه بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فقد خلق الله الإنس والجن، وأرسل الرسل، وشرع الشرائع، وأنزل الكتب؛ لتوحيده سبحانه فلا يشرك معه غيره؛ كما قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [ النحل: 36 ].
فلا تصح عبادة الله سبحانه إلا باجتناب الطاغوت والبراءة منه، وهذا هو مقتضى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، فلا تصح موالاة إلا بمعاداة.
كما قال تعالى عن إمام الحنفاء إبراهيم عليه السلام: (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 75 – 77]، فلم تصلح لخليل الله هذه الموالاة إلا بتحقيق هذه المعاداة، فإن ولاية الله لا تصح إلا بالبراءة من كل معبود سواه.
قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة: 4].
وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الزخرف: 26 – 28]، أي؛ جعل هذه الموالاة لله، والبراءة من كل معبود سواه، كلمة باقية في عقبه، يتوارثها الأنبياء وأتباعهم، بعضهم عن بعض، وهي كلمة "لا إله إلا الله"، وهي التي ورَّثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة.
وهي الكلمة التي قامت بها الأرض والسماوات، وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسست الملة، ونصبت القبلة، وجردت سيوف الجهاد، وهي محض حق الله على جميع العباد، وهي الكلمة العاصمة للدم والمال والذرية في هذه الدار، والمنجية من عذاب القبر وعذاب النار، وهي المنشور الذي لا تدخل الجنة إلا به، والحبل الذي لا يصل إلى الله من لم يتعلق بسببه، وهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وبها انقسم الناس إلى شقي وسعيد، ومقبول وطريد، وبها انفصلت دار الكفر عن دار الإسلام، وتميزت دار النعيم من دار الشقاء والهوان، وهي العمود الحامل للفرض والسنة، ومن كان آخر كلامه "لا إله إلا الله"؛ دخل الجنة.
فإذا علم الجميع أهمية هذه الكلمة، فلابد أن يعلموا أن لها نواقض تبطل مفعولها، وتجعل وجودها كعدمها، لذلك كان أهم ما على المسلم معرفته هو "التوحيد"؛ لتحقيقه، و"نواقض التوحيد"؛ ليسلم له توحيده مما يزيله.
ولتعلم أمتنا المسلمة أننا في زمن مُحيت رسوم الإسلام فيه، وأُزيلت معالمه، وهُدمت قواعده، وأُسقطت حرمة الشرع من القلوب، ونُهِجَت طريق الطعن فيه لكل زنديق وملحد، لا يُحتج على المبطل بحجة من كتاب الله أو سنة رسوله إلا لجأ إلى الطعن والقدح، والهمز واللمز، والشتم والسباب، والمصلحة والمفسدة، والواقع والضغوط وغير ذلك، واعتصم بها، واتخذها جُنة يصد بها عن سبيل الله!
وإنّ من رحمة الله تعالى بالأمة أنْ هيَّأ لها في كل زمان دعاة من عباده فطنًا راشدين، يُجددون لها أمر الدين، ويحفظونه من تحريف المحرفين وطعن الطاعنين، ويحاربون هذه الفتن، ويقفون في وجه شركيات زمانهم، يُحذرون النّاس منها، ويأخذون بأيديهم إلى واحة التوحيد وروض الإيمان.
إذا عرفنا ذلك فإن مما لا يقره النقل ولا العقل أن يتشاغل بعض المصلحين في هذا الزمان عن تلك الفتن العظيمة ذات الخطر المستطير بغيرها مما هو أقل خطورة وأضعف انتشارًا، وأن يميتوا الكلام عن ذلك الخطر إماتةً لا حياة فيها، بينما يُشعلون ويُضرمون المعارك الضارية بين المسلمين أنفسهم في قضايا هي أقل خطورة بكثير من فتن العصر الداهمة، بل هي في الحقيقة تبع للفتن العظيمة، وقد تزول بزوالها.
وإنَّ من الشرك والكفر الواضح المستبين في زماننا هذا؛ تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على خاتم الأنبياء والمرسلين , بل إنه يكاد يكون أعظم أنواع الشرك التي يجب أن يتصدى لها العلماء والمصلحون في هذا الزمان، خاصة في بلاد المسلمين.
فهذا زمان امتُحن فيه أهل الإيمان، وابتُلي فيه دعاة الإسلام، بقَبض العلماء العاملين الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلاّ الله، ولا يخافون في سبيله سبحانه لومة لائم،أو شماتة شامت، أو عداوة عدو، أو كيد كائد، ويقودون الأمة بالكتاب والحديد، لا بالكتاب وحده ولا بالحديد وحده،كحال كثير من الدعوات.
بل كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عند قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25]، قال: (قوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر وكفى بربك هاديا ونصيرًا)
والمتأمل لواقع أمتنا المرير الذي تعيشه منذ قرون، والذي بلغ ذروته في هذه السنين الأخيرة، حيث أصبحت اليوم في حال يدعو إلى الرثاء، خلافة ضائعة، ودويلات ممزقة، ضعيفة هزيلة متأخرة... شعوب مستذلة، تجهل أمر دينها، وتنشغل بأمر دنياها... احتلال أجنبي لديارها، واستغلال وسيطرة على خيراتها... استعلاء وطغيان من أعدائها - اليهود والنصارى والملاحدة ومن على شاكلتهم من بني جلدتنا- الذين استباحوا الأرض والمال والعرض، بل والدم الحرام. ويرنو البصر إلى الشرق ثم يرتد إلى الغرب، يبحث عن أثر للخلافة، بل عن بلد واحد يحكم بكتاب الله، فينقلب البصر خاسئًا وهو حسير.
حتى تلك البلدان التي تخلصت من ربقة الاحتلال منذ عشرات السنين لم يكن حظ الإسلام فيها أفضل من حظه في تلك التي ما زالت ترزح تحت الاستعمار.
نعم؛ حكامها وقادتها من أبنائها، ولكنهم علمانيون لا دين لهم، تنكروا لشرعة الرحمن، واستبدلوا بها شرعة الشيطان، وولوا أدبارهم للقرآن، وذاق المسلمون على أيديهم أشد أصناف التنكيل والتعذيب، ونُحِّي الإسلام عن الحكم والسياسة، والتشريع والقضاء، والتعليم والإعلام والثقافة، والأسرة والمجتمع، وعاد الإسلام غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء.
ولهذا وجب على المسلمين - للخروج من هذا الواقع الأليم - التمسك بدينهم ومعرفة مقومات العزة والقوة والتمكين في الأرض، ولعل من أهمها الجهاد في سبيل الله.
نعم؛ فإن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وناشر لوائه وحامي حماه، بل لا قيام لهذا الدين في الأرض بدون الجهاد في سبيل الله، وإن المجاهدين في سبيل الله هم صفوة الخلق، وسادتهم والباذلون نفوسهم للفوز بالدارين، ونيل إحدى الحسنيين.
قال تعالى: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيما) [النساء: 74].
ولقد علم الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم السلف الصالح منزلة الجهاد في سبيل الله، فشمروا عن سواعدهم صاعدين إليها غير راضين بالوقوف، بل طامعين في الوصول إلى ما أعلى منه، حتى كان أحدهم يرمي التمرات من يديه مسرعًا إلى الله بنفسه، وكان المجاهد يشم ريح الجنة قبل أن يلقى ربه شهيدًا.
فلا عزة لأمة الإسلام ولا سبيل إلى تمكينها إلا بالتوحيد والجهاد معًا، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، والناظر في واقع الأمة يجد أن هناك العشرات من الجماعات ترفع رايات إسلامية، وتتحدث باسم الإسلام، وتعلن أنها تعمل لخدمته ونصرة دينه، وكل جماعة تطرح مناهج وسبلاً تتشابه أحيانًا، وتتباين أخرى... ولكن هذه الجماعات فيها قصور واضح.
منها جماعات لا تهتم إلا بالجهاد، أما تحقيق التوحيد فلا ترفع به رأسًا؛ لهذا تجد في صفوف هذه الجماعات الصوفي والأشعري والمعتزلي والمرجئ...إلخ.
ومنها جماعات لا تهتم إلا بالتوحيد، أما الجهاد فلا ترفع به رأسًا، بل تُخذل عنه، وتقول: ليس وقته، وتضع له شروطًا ما أنزل الله بها من سلطان، في وقت أحوج ما تكون فيه الأمة إلى الجهاد.
من وسط هذا كله خرجت (جماعة التوحيد والجهاد) تجمع بين الأمرين، وتقرن بين الحسنَيَيْن. هذه الجماعة تدعوا الناس إلى توحيد الله عز وجل، والجهاد في سبيل الله لرفع راية التوحيد؛ لأن قوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر، وكفى بربك هاديا ونصيرا.
هذه الجماعة تعتقد بطلان الديمقراطية والعلمانية والبعثية والشيوعية والماسونية والقومية والاشتراكية والرأسمالية، وغيرها من الأديان المعاصرة، فتتبرأ منها، وتبغضها، وتحذر منها، وتَكْفُرُ بها، وتُكَفِّرُ وتُعَادِي من اعتقدها واعتنقها ودعا إليها ودافع عنها وسعى في حمايتها من ضربات الموحدين المجاهدين من العلماء وطلبة العلم العاملين.
وتؤمن هذه الجماعة بأن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد الصحيح لنشر دين الإسلام ورفع راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في الأرض.
وهي تعمل على إقامة حكم الله في الأرض بعلم وعمل، ودعوة وجهاد، يُتوِّج هذا كله الإخلاص والمتابعة.
نسأل الله أن يُعيننا على هذا، ويثبتنا عليه حتى نلقاه، ونسأله سبحانه وتعالى أن يُقر أعين الموحدين بدولة الإسلام الكبرى، التي يُعز فيها أهل الإيمان، ويُذل فيها أهل الكفر والطغيان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

جماعة التوحيد والجهاد
الأحد الموافق 16 أغسطس 2009 م 25 شــــــعبــــان 1430 هــــ




 بيان بخصوص مجزرة مسجد ابن تيمية بمدنية رفح
 

بسم الله الرحمن الرحيم
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39].
بيان رقم (2)
[ بيان بخصوص مجزرة مسجد ابن تيمية بمدنية رفح ]
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك؛ أما بعد:
لا عجب أن يحارب الإسلام من يهودي حاقد أو نصراني فاجر أو مجوسي ملحد، ولكن من العجيب حقا أن يحارب دين الله أناس ينتمون إلى الإسلام، يلبسوا ثوب الدين، ويتظاهروا بالوسطية والسماحة.
ولكن لعله يزول العجب إن تذكرنا الغربة التي ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ" فما أصعبها من غربة.
ولعله يزول العجب إن أدركنا أن هذا الزمان هو نفسه الزمان الذي أخبرنا عنه الصادق المصدوق صلوات ربنا وسلامه عليه حيث قال: "إن بين يدي الساعة سنين خدّاعة يصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصادق، ويخوّن فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرُوَيْبِضَة". قالوا: يا رسول الله! وما الرُوَيْبِضَة؟ قال: "الفُوَيْسِق - وفي رواية: التافه، وفي أخرى: السفيه - يتكلم في أمر العامّة".
فقد جاء الزمان الذي يظهر فيه أهل الكذب بثوب الصدق، وأهل الخيانة بثوب الأمانة، وما هم إلا بعض من الفويسقة لا يتكلمون فقط في أمر العامة بل ويحكمونهم.
فقد جاء اليوم الذي يحارب فيه الإسلام ثلة ينتسبون إلى الإسلام زورا وكذبا، ثلة تتاجر بدماء الشهداء وأموال الأمة، ثلة برزت بثياب الإسلام وانتهى بها المطاف إلى الركون للدنيا تحت قباب المجالس الشركية ودين القوانين الوضعية، حتى أصبح القانون عندهم يَعلو ولا يُعلى عليه، يَحكم ولا مُعقب لحكمه، ثلة لم ترتضي لها مثلا إلا من سبقها من العلمانيين المرتدين، فأخذت تتبع سننها حذو القُذَّة بالقُذَّة، تُلبّس على الناس دينهم الحق، وتوهمهم بأن الديمقراطية هي دين رب العالمين، بدلا من أن يعدلوا فيهم، ويعلموهم أمر دينهم وسنة نبيهم. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أما من قام ليصدع بالحق ويخطب للناس بالصدق، فكان مصيره تكميم الأفواه، وطرده من مساجد الله، بحجة أن الناس أكثروا من الشكوى منه، وليس هذا حال الخطباء فحسب، بل أيضا حال المساجد التي يصدع أهلها بالحق، فأصدروا أوامرهم بتأميم تلك المساجد، في سلسة مستمرة لمحاربة الله ورسوله، وخنق السنة وتقييدها، وطمس العقيدة وتمييعها، أما من يمتنع عن تنفيذ ذلك القرار أو الأمر، فمصيره مصير أصحاب المسجد الأحمر, وليس المقصود هو ذات المسجد، بل المقصود هو تقويد رسالته، ومحاربة قضيته، فلا دين إلا دين الإخوان، ولا رب إلا رئيس البرلمان.
فما مر عام على مجزرتهم البشعة بحق إخواننا في جيش الإسلام وقتلهم إياهم بدم بارد، بحجة أنهم عناصر منفلتة تبغي الفساد في الأرض، ثم من بعدهم حربهم لجيش الأمة واعتقال أميرها؛ حتى وجدناهم اليوم يوجهون بكل وحشية نيران أسلحتهم الخفيفة والثقيلة إلى صدور المشايخ وطلبة العلم الصادقين والمجاهدين المخلصين، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا، فحاصروا بيت الله، ودكّوه بأسلحتهم الثقيلة على رؤوس من فيه، محاولين الاقتداء في ذلك باليهود والنصارى، فإن لم يكن إلى ذلك سبيل فلا أقل من الاقتداء بالمرتد برويز مشرف لا شرفه الله.
ولم يكتفوا بهدم المسجد، بل وقتلوا إمامه ومن معه، وفجروا بيته على من فيه, فحصدوا الأرواح وقتلوا الأبرياء الموحدين؛ {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8]، وشرعوا بسفك دماء الصادقين، بل وتعمدوا قتل شباب التوحيد، بل وتصفية من يأسرونه منهم، فلم يرقبوا في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، ولم يعرفوا لله حقًّا، ولا لبيته حرمة، قتلوا شبابا ما كان لهم ذنب إلا أن قالوا ربنا الله، وسعوا إلى تحكيم شرع الله، وما كان لهم جرم إلا أنهم أرادوا تطبيق شرع الله، وأن تقام حدوده، ويحكم فيهم بالحق، ويؤمر فيهم بالقسط.
ويا ليت من قام بتلك الفعال الأجهزة المرتدة، بل قامت بها كتائب القسام، التي أصبحت حرسا للحدود، حامية لليهود، حربا على المجاهدين، سلما على أعداء الدين، ينكلون بكل من يحارب اليهود، أو يحاول الاقتراب من الحدود، ويكون مصيره الاعتقال، أو إطلاق النار، والاتهام بالعمالة للفجار، وهي نفس ما كانت تقوم به فتح معهم في السابق. فسبحان من قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء. نسأل الله العفو والعافية.
ثم هداهم شيطانهم إلى حجة فرعون لعنه الله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26]، فقاموا باختلاق نفس المبررات الكاذبة والحجج الواهية، وقالوا: بأن هؤلاء يحملون فكر الخوارج المارقين، ويبدلون دين رب العالمين، ويعتدون على الناس، ويفجرون الحفلات، ويدمرون المحلات، ويروعون الآمنين، ويسببون الفلتان.
فهل سمع أحد بأنهم سرقوا؟ أو اغتصبوا أو قتلوا؟ أو بغوا على أحد؟
أو هل عند من يتهمهم بذلك دليل أو برهان؟ أو اعتراف أو إقرار؟
أم هي حرب على الله ورسوله؟! حرب على المنهج الصحيح النقي؟! حرب لتثبيت النظام الكفري؟! حرب للحفاظ على كرسي الحكم الوضعي؟!
فانتقلوا من جريمة إشراكهم بتوحيد الربوبية، وتحكيمهم للقوانين الوضعية، إلى جريمة حرب الموحدين وإكراههم على غير دينهم, واتهامهم زورا وبهتانا، بأنهم أهل خروج وإفساد، وعمالة للمحتل أو للمرتدين من أبناء فتح، فجمعوا بذلك أكثر من ناقض من نواقض الإسلام؛ لذلك كان لزاما أن نبين ما يلي:
ـــــــــــ1 نعلن عن وقوفنا بجميع أفرادنا ومجموعاتنا بجوار إخواننا المظلومين، وعدم قبولنا للظلم والطغيان، فالدم الدم، والهدم الهدم، نسأل الله العلي العظيم أن يرحم أهل المسجد، وعلى رأسهم الشيخ أبي النور المقدسي، وكل إنسان قتل من أجل إعلاء كلمة الله تعالى، وقاتل حتى يكون الدين كله الله.
ــــــــــــ2 ونعلن عن استمرارنا في رفع لواء التوحيد والجهاد ، الجهاد بالسنان واللسان، نجاهد اليهود ومن شايعهم بالسنان, ونجاهد المنافقين باللسان والحجة والبرهان، إلى أن يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين، فالجهاد هو السبيل الوحيد لنشر التوحيد.
ـــــــــــ3 ونعلن بأن حكومة حماس بحربها لأهل المسجد قد ازدادوا كفرا إلى كفرهم, وجمعوا بين كبيرة الشرك وكبيرة معاداة أهل التوحيد ومحاربتهم، فبدلا من أن تقوم بنشر الدين، وإقامة الشرع وتطبيق الحدود، ومحاربة اليهود ورفع راية الجهاد، إذا بها على العكس من ذلك تنشر الفساد، وتقيم الديمقراطية، وتلتزم بالقوانين الوضعية، وتسالم اليهود، وتحارب الجهاد والمجاهدين؛ لذلك كان طبيعيا أن تحاصر الموحدين وتهدم على رؤوسهم البيوت، حتى ولو كان بيت الله، فظهر بذلك عداءها للدين، وبراءها من الموحدين، وبغض النظر عن حكم ما قام به إخواننا، إلا أن ما قامت به هذه الحكومة فيه دليل على حرصها على الفساد في الأرض، والتبرؤ بالأفعال بعد الأقوال من إقامة إمارة إسلامية، فهم يريدون إثبات صدقهم لأوليائهم من طواغيت العالم، وأنهم يستحقون بجدارة محو تنظيمهم من قائمة الإرهاب (الإسلام).
ـــــــــــ4 وندعو أمتنا أن يحذروا من الوقوع في أعراض المسلمين، وأن يتبينوا قبل أن يتكلموا بما ليس لهم به علم، فإن لحوم العلماء والشهداء مسمومة، فلا تسمعوا لكل ناعق زنديق يطعن في أعراضهم، أو يشوه معتقدهم، فإنما يريد بذلك صدكم عن سبيل الله، زاعما أنه يريد هدايتكم سبيل الرشاد، قال تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29].
ــــــــــ5 ونبشر أبناء أمتنا الإسلامية بأن هذه المجزرة ما هي إلا خطوة على طريق التمكين إن شاء الله، فالصبر الصبر، والثبات الثبات، فهذه المحنة هي منحة من الله، يبتلي بها عباده السعداء؛ ليرى مدى إيمانهم، ويظهر صدقهم، ويتخذ منهم الشهداء، ثم تكون لهم عاقبة الدار, ويبتلي بها أيضا عباده الأشقياء؛ ليرى كذب ادعائهم الإيمان، ويظهر كذبهم والبهتان، ثم يسوقهم بكفرهم إلى جهنم وبئس القرار.
فوالله لن تضيع دماء الشهداء هباء، ولن تذهب سدى، فوالله ليمكننّ لكم الله في الأرض، فما عليكم إلا الصبر والثبات، مع التقوى والإيمان واليقين، ورفع راية التوحيد والجهاد، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 7 - 11], {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
ــــــــــــ6 ونعلن براءتنا وكفرنا بهذه الحكومة المرتدة بكتائبها وشرطتها، الذين تسوقهم هذه الحكومة سوق الأنعام إلى جهنم والعياذ بالله، ونعلن أيضا عن صدعنا بالحق ونصب العداوة والبغضاء لهذه الحكومة إلى أن ترفع راية التوحيد وتقيم دولة الإسلام، فوالله لن يهدأ لنا بال ولن يقر لنا قرار إلى أن تزول فتنة الشرك ويكون الدين كله لله.
ـــــــــــــــ7 ونوجه كلمة أخيرة إلى أذناب هذه الحكومة الطاغوتية وأنصارها وأعوانها في القسام والشرطة والأجهزة الأمنية، أنه لم يبقى لكم عندنا عذر، فقد وضحت الراية، وبانت النوايا، فعليكم بالخروج من تلك الصفوف، وإلا فمصيركم معروف، فالعين بالعين والسن بالسن، والأيام دول يا عباد الديمقراطية.
ــــــــــــ8 ونوجه كلمة للعلماء الذين ما فتئوا يدافعون عن هذا النظام المرتد، ويبررون لهم أفعالهم، ويلتمسون لهم الأعذار، من يوم أن دخلوا مجلسهم الشركي إلى يومنا هذا: هل مازلتم تدافعون عنهم، وهل ستستمرون بالتبرير لهم، أم سوف تقفون وقفة حق وصدق مع أنفسكم قبل أن تقفوها مع الصادقين، فوالله إنكم لمسئولون أمام الله تعالى عن تبيين الحق للناس، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] فلا تكتمونه، ولا تنبذونه وراءكم ظهريا، ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.
أما علماء الأمة الصادقين؛ فإنا نُعْلِمُكم بحالنا وحاجتنا إلى صدعكم بالحق، ووقوفكم بجانبنا بصدق، فما عاد حالنا يخفى عليكم، فلا تخذلونا في وقت أحوج ما نكون إليكم.
اللهم عليك بمن قتل أهل العلم والمجاهدين، وسفك الدم الحرام في يوم مبارك في أرض مباركة في مسجد مبارك، اللهم عليك بهم، اللهم إنا مغلوبون فانتصر اللهم إنا مغلوبون فانتصر اللهم إنا مغلوبون فانتصر.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
وصلى اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

جماعة التوحيد والجهاد
الأحد الموافق 16 أغسطس 2009 م 25 شــــــعبــــان 1430 هــــ