السنور

عُذبت إمرأةً في هرةٍ حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار ـ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ـ

Bild 028 2Bild 028

ملحق الكرامات الأخباري


الناشر : الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله



 

للتواصل

هزائم الأحتلال

أعمال تشكيلية

ثقافة جهادية

ومضات

أخبار الجهاد

موقف في خبر

المستهل

الخبر اليقين

وثائق دامغات

بيانات

كتاب السنور

جرائم الأحتلال

مربط الفرس

ملصقات

مخاطب تنويرية

 

 

 

سجون

محاججات

شعر جهادي

 

الكرامات

سرديات


الشيخان تقبلهماالله

 

 




ونحن والله العظيم لدولة العراق الأسلامية في مقتلهما أميريها هذين العَبْقَريين قسيمونَ قسيمونْ


el-bagdadi2

 

el-muhagir


إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه      فكلُّ رداءٍ يرتديه جميلُ
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها  فليس إلى حسن الثناء سبيلُ
تعيرنا أنا قليل عديدنا             فقلت لها إن الكرام قليلُ
وما مات منا ميت في فراشهِ        ولا طل منا حيث كان قتيلُ
وما أُخمدت نار لنا دون طارقٍ       ولا ذمنا في النازلين نزيلُ
وأيامنا مشهورة في عدونا          لها غرر معلومة وحجولُ
وأسيافنا في كل شرق ومغربٍ      بها من قراع الدارعين فلولُ
تسيلُ على حد الظباتِ نفوسنا    وليست على غير السيوفِ تسيلُ
إذا سيدُ منا خلا قام سيدٌ           قؤول لما قال الكرام فعولُ
السموأل

ونحن والله العظيم لدولة العراق الأسلامية في مقتل أميريها المحرَبين -*-أميريها العزيزين والعزيزين كأبي أنس الشامي وأبي عمر الكردي ومحارب الجبوري وأبي مصعب الزرقاوي وبلزومهم مثلاً لضروبهم المتينات الشيخ أبي عمر البغدادي والشيخ أبي حمزة المهاجر تقبلهما الله قسيمون قسيمون وعزاؤنا لها ونخص به من جنودها الأشاوس خليفتهما أيدهما الله هو التعزي بعزاءه "إنا لله وإنا إليه راجعون " صبراً على فراقهما و"إنا لله وإنا إليه راجعون" دأباً في المواظبة على جهادهما وجهاديتهما صعوداً بهما إلى الأطورين بما سيكفل تدمير الأحتلال الصهيوصليبي وشيعته المجرمين بعد هزيمته النكراء وإياهم جميعاً بكافة مافياتهم الصفوية - الأطلاعاتية والبيشمركية والعلاوية والأخوانوية تدميراً تاماً -**- والله ولي التوفيق
السنور

ـــــ *- المحِرَبُ هو المقدام على الحرب العالمُ بأحوالها
ـــــ**- العروضات التلفزية التي تقوم بها هاته العصابات الأجرامية فرادى وجماعات هي بعد تخلخلها واختلالها مجرد مُجَوَّفات "فاشوشيات" مثلها في ساحات الوغى ليس إلا وستكفل ذلك الأمواج المقبلاتُ عاتيات ٍ عندما ستكتسحها ويصير "طشارها ماله والي"
 

جمادي الأولى 1431هـ - آيار 2010م

 

 


دماءُ قادتنا.. وقودُ معركتنا
للشيخ العلامة المجاهد أبــي يــحيى الليــبي حفظه الله


وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ*وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ*فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله وعلى آله وصحبه ومن والاهُ, وبعدُ:
إخواني المسلمين في كل مكان,
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ*وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
أما بعد فنعزي أمّتنا الإسلاميةَ الحبيبةَ بعامّة, والمجاهدين في العراق وسائر ساحات النزال بخاصّة في فَقْدِ عَلَمَيْن من أعلام الجهاد, واستشهاد بطلَين من أبطال الإسلام في هذا العصر من الذين جعلوا نحورَهم دون نحرِ أمّتهم, فذادوا عنها بألسنتهم وأسلحتهم, وحموا حماها بدمائهم وأشلائهم, ووقفوا في وجه الباطل وحشوده وقفةَ الأُسُود الضارية, ففلّوا حدّه, وأرغموا أنفه, وأطاروا وساوسه, وأبكوا قادته, حتى أتاهما اليقين, فصدّقوا أقوالهم بِفعالهم, وخطّوا أحرفها بدمائهم؛ فكانت نورًا على نور, وهما الشيخان المجاهدان الفاضِلان الصابران (أبو عمر البغدادي) و (أبو حمزة المهاجر) رحمهما الله ورفع درجتهما وأخلف الأمّة والجهاد فيهما خيرًا.

ونحنُ إذ نعزّي أمّةَ الإسلام في ذلك فلن نجد في هذا الموطن ما نواسي به أنفسنا وإخواننا أفضل مما واسى به ربُّ العِزة الكريم عبادَه المؤمنين عند نزول المصيبة وحُلول الكرب, إذ قال سبحانه: ( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
فالمؤمنُ الصادقُ مستعلٍ بإيمانه, راسخٌ في عقيدته, ثابتٌ على نهجه, لا يعرف الوهنُ إلى قلبه طريقًا, ولا التذبذبُ والترددُ إلى عزمه سبيلًا, بل كلما كثُرت عليه الشدائدُ وعظُمت المصائب وطوّقته الهموم بدّدها بيقينه بالله عز وجل الذي أخبرنا خبر صِدقٍ لا ريب فيه بأن العاقبة للمتقين وأنّ كيدَ الكافرين في ضلال وأنّ المكرَ السيء لا يحيقُ إلا بأهله, قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً)
ومِن أعظم ما يخفِّفُ على المؤمن مصابه ويهوِّن أوصابه عِلمه بما أعدّ الله عز وجل للصابرين في الآخرة من الأجور العظيمة والمِنن الكريمة حيث لا عينٌ رأت ولا أُذنٌ سمِعت ولا خطر على قلب بشر, (إِنَّمَا يُوفّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ), كيف ومِثل هذه القِتلة التي أُكرِم بها الشيخان هي من أشرف ما يُكرِم الله بها عبده المؤمن, فكل الناس يموتون ولا بُد ولكن ليسوا جميعًا يُستشهدون:( وذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤتيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ)
لا يحسبونَ دمَ المجاهدِ مَغرمًا *** هو عندهم إن لم يُرِقه المغرمُ
إن ضمّهم عن الشهادة مورِدٌ *** لذّ المذاقُ لهم وطاب المطعمُ
الله مولاهم ونصرُ رسولِه *** حقٌّ عليهم في الكتاب محتّمُ

فليعدّ من شاء هذه القِتلة مغرمًا, فليعدّ من شاء هذه القِتلة مغرمًا وليعِش في تهوُّكه وحيرته, فوالله ما نراها ولا يراها أهل الجهاد إلا مغنمًا وأي مغنم! وليشمت من شاء بما شاء وكيفما شاء فما هي بأول شماتات المخذولين وليقفوا آثار أسلافهم المبطّئين الذين قال الله عنهم: (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً) فما مِن مجاهدٍ خاضَ المعامعَ ووطئت قدماهُ ساحاتِ النزال سواءٌ كان قائِدًا أو جنديًّا إلا وقد هيأ نفسه لمثل هذا اليوم فهو يترقّبه ساعةً بساعة بل لحظةً بلحظة, فلن تدوم لأعداء الله فرحة ولن ينعموا بنشوتهم الموهومة, وإني لأحسب أنهم قد صاروا اليوم من أخبر الناس بهذه الحقيقة التي ثبتت عبر ساحات الجهاد وهي:
أنّ هذه العِبادة التي هي جزء من ديننا العظيم لا يمكن أن توُقف أو تُعطّل أو تُؤخر بموت أو مقتل أو أسر أحدٍ مهما كانت منزلته ومكانته ونكايته في أعداء الله عز وجل, فهذه الحقيقة قد فهمها المنبوذ بوش وتلامذته وسيفهمها خَلَفه إن لم يفهمها بعد, فهم وإن تظاهروا بالاستبشار يعلمون في قرارة أنفسهم أنّ موكِبَ الجهاد ماضٍ في طريقه لن يرُدّه رادّ أو يصده صادّ, فلتخسؤوا يا أعداء الله ولتضحكوا قليلًا ولتبكوا كثيرًا, فلئن حطّ الشيخان ركابهما في الجنات -كما نحسبهما والله حسيبهما- فقد أسلما الراية لجيلٍ من الرجال لا يعرفون وهنًا ولا ضعفًا ولا يرضون ذُلًّا ولا خنوعًا ولا يستسيغون دنيةً ولا دناءة, ممن صار حب الجهاد يجري في عروقهم مجرى الدم وتربوا على معاني العِزة والإقدام والشجاعة والبطولة وما منهم إلا وروحُه على كفّه كلما سمع هيعةً أو فزعةً طار إليها يبتغي الموت أو القتل مظانه.
لا عيش إلا لفتيانٍ إذا انتُدِبوا *** ثاروا وإنّ نهضوا في غمّةٍ كشفوا
يقي بهم مِلّة الإسلام ناصرها *** كما يقي الدرّة المكنونة الصدفُ
قاموا لقوة دين الله ما وهنوا *** لما أصابهم فيه ولا ضعفوا
وجاهدوا في سبيل الله فانتصروا *** من بعد ظلمٍ وممّا ساءهم أنِفوا
لمّا أتتهم جيوش الكفر يقدمهم *** رأس الضلال الذي في عقله جنفُ
جاؤوا وكل مقامٍ ظل مضطربًا **** منهم وكل مُقامٍ بات يرتجفُ
فشاهدوا علم الإسلام مرتفعًا *** بالعدل فاستيقنوا أن ليس ينصرفُ
لاقاهم الفيلق الجرّار فانكسروا *** خوف العوامل بالتأنيث فانصرفوا

إنّ الجهاد اليوم -بفضل الله عز وجل- قد تجاوز القنطرة بغاياته النبيلة وراياته الصافية تحملها أيدٍ أمينةٌ طاهرة وتذب عنها جنوده الأبية وطائفته الظاهرة, وغدت ساحاته مفتوحةً يتسابق إليها المتسابقون ويتنافس فيها المتنافسون, وإننا ونحن نشق هذا الطريق اللاحب لنعلم أنّ ضريبة التمكين ليست هيّنة وبلوغه لن يكون رحلةً هنيّة, وقد أخبرنا ربنا سبحانه بذلك إذ قال:( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)
فما سبيلُ النصر والتمكين إلا من سُبُل الجنة وقد حُفّت الجنة بالمكاره, ولقد وفّق الله هذين القائدين رحمهما الله ومن معهم من إخوانهم لأن يقودوا قافلة الجهاد في العراق في أخطر مراحله وأدقّها حيث تكالب أعداء الداخل والخارج عليهم من كل حدبٍ وصوب, وأطلّت رؤوس النفاق تنفث سمومها, وانقلب عُبّاد الدنيا على أعقابهم مستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير, فكثُرت الظنون وبلغت القلوب الحناجر, فوقف هؤلاء الأبطال في وجه تلك العواصف كلها كالجبال الراسيات, وتحطّمت على صخرة ثباتهم سائر المؤامرات حتى وفقهم سبحانه لحفظ راية الجهاد من الزيغ وصيانة طريقه من الانحراف فخرج من محنته قويًّا متينًا متماسكًا حتى أوصلوه بر الأمان فمضوا وأسلموا رايته لمن بعدهم.
فصبرًا يا أبطالَ العراق, صبرًا يا ليوثَ الإسلام, صبرًا يا جُندَ أبي عمر وأبي حمزة, صبرًا, فللباطلِ جولةٌ وللحق جولات, فعمّا قريبٍ ليُصبحُنّ نادمين, وامضوا على طريقكم, وامضوا على طريقكم ثابتين على نهجكم, مستمسكين بشريعة ربكم, ولتكونوا أوفياء لقادتكم الشهداء, وخير وفاءٍ لهم رسوخكم على طريقهم حتى تلقوا ربكم, فما نحن إلا قاضٍ نَحْبَه ومُنتظر ولا مكان للمبدلين المتذبذبين( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
لقد سالت دماءُ الشيخين الزكية لتصب في بحر التضحيات الكبير الذي تشرّف بأغلى دمٍ وأطهره وأطيبه وأزكاه دم سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي نازل الأعداء بنفسه وقاتلهم بسيفه حتى شُجّ رأسه وكُسِرت رباعيته وجرت دماؤه الطاهرة على خده ومسحها بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم ليقول بِفعله لكل قائِد يريد أن يقيم عِماد الدين ويسلك سبيل الهادين المهديين هذا هو الطريق فالزمه, فسالت من بعده دماء شهيد المِحراب عمر بن الخطاب ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم, ولم تزل قافلة التضحيات تُقدِّم أشرافها وغطاريفها وسادتها وقادتها يحدوهم في رحلتهم الطويلة وهم يُقحِمون أنفسهم بحور المنايا ( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ*وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
فوارسُ لا يملون المنايا *** إذا دارت رحى الحرب الزبونِ
ولا تبلى بسالتهم وإن هم *** صُلُوا بالحرب حينًا بعد حينِ

فالثباتَ الثباتَ يا أبطالَ العِراق’ فوالله لقد دنا النصر ولاحت بشائرُ التمكين وسطعت علاماتُ الظفر؛ فالفجر لا ينبلج إلا مع اشتداد الظلمة, والمولود لا يرى النور إلا بعد آلام المخاض( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) وإن الفرج مع الكرب.
إذا الحادثاتُ بلغن المدى *** وكادت لهنّ تذوبُ المُهجْ
وحلّ البلاءُ وقلّ الوفاء *** فعند التناهي يكونُ الفرجْ

فقد أضحى العدو يترنح ترنح المخبول بعدما أثخنته الجروح وأنهكته القروح وصُبّت عليه المصائب صبًّا فلتعلنوها عليهم حرب مغامرات لا تقف عند الساحل بل يخوض رجالها -وما أكثرهم- ثبج بحر المخاطرة ليخلعوا قلوب أكابر المجرمين وهم في منطقتهم الخضراء حيث ظنوا الأمان! ولتقلبوها عليهم منطقةً حمراء لا تعرف إلا الدم, ولتحققوا بأبطالكم الأنجاد ما قاله شيخ الإسلام قديمًا في إحدى رسائله: ثم عند المسلمين من الرجال الفداوية الذين يغتالون الملوك على فُرشها وعلى أفراسها.
فلا يزال في أمّتنا أمثال محمد بن مسلمة والبراء بن مالك وأنس بن النضر وعاصم بن ثابت وعبد الله بن عتيك وعبد الله بن أُنيس وغيرهم وغيرهم من أبطال المغامرات الذين كانوا غُرّةً في جبين تاريخ الإسلام, فلا ترضوا إلا بحصد رؤوس الكفرة (وَاقتُلُوهُم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم) واحرموهم أمانهم الذي يُمنّون به أنفسهم ولتشدوا عليهم حملتكم في عزمٍ وإصرار وهمّةٍ وثبات رغم جراحكم كما حمل نبيكم صلى الله عليه وسلم على أبيّ بن خلف يوم أحد حتى طعنه بحربته وجعله يخور كما يخور الثور, فوالله إنها لساعات المصابرة يعظم فيها الأجر ويُضاعف الثواب, فطوبى لمن كتب الله له أن يكون جنديًّا للدين في هذه المرحلة ( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
فلن تكون دماء الشيخين بإذن الله عز وجل إلا وبالًا على أعداء الملّة من النصارى وأشياعهم, وسيرونها وقودًا يُلهب نار الحماسة في قلوب الأبطال ليحرقوا بها وينسفوا عجول الزمان المعبودة وعلوجها التي تعيث في الأرض فسادًا, وستكون خير ما تُروى به شجرة الإسلام الوارفة التي بدأت تؤتي أُكُلها, وسيرى أعداء الله من الخزي ما لم يروا (وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ)

وإنني لأغتنم هذه المناسبة لأدعو المجاهدين في العراق أن يكونوا يدًا واحدة وصفًّا متراصًّا على منهج الحق فلطالما حرص الشيخان رحمهما الله على هذا الأمر وبذلا فيه قصارى جهدهما سِرًّا وعلانية, وأخص هنا إخواني المجاهدين الأحبة في جماعة أنصار الإسلام وعلى رأسهم الشيخ المجاهد المُوقر أبو عبد الله الشافعي لأقول لهم:لقد آنَ الأوانُ أن تضعوا أيديكم في أيدي إخوانكم, وتضمُّوا قوتكم إلى قوتهم, وتجمعوا كلمتكم مع كلمتهم, فوالله إنّ ما تكرهون في الجماعة خيرٌ مما تحبون في الفُرقة, وأنتم أعرفُ الناس بالجهود المضنية التي بذلها الشيخان رحمهما الله لتحقيق هذا الهدف الشرعي الكبير الذي يحتاج إلى الانتصار الحقيقي على الذات والتجرّد التام في السعي لبلوغ هذه الغاية, والمطاوعة في تذليل العقبات التي تعترضها, قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ), فهذه هي صورة القِتال التي يحبها الله عز وجل, فما حُجّتنا في عدم تحقيقها؟ وقال سبحانه: (( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وهذه هي عاقبةُ كل تنازع, فهلّا عالجنا أمرنا قبل حلول الكارثة وهي الفشل وذهاب الريح؟

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ الله يرضى لكم ثلاثة: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا, وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا وأن لا تتفرقوا, وأن تُناصحوا من ولّاه الله أمركم.
وإن قلوبَ المجاهدين في سائر الساحات لتترقب اللحظة التي يُبشَّرون فيها بهذا الفتح العظيم, وإي وربي إنه لفتح! فلتكونوا أسبق الناس إليه وأحرصهم عليه وأشدّهم سعيًا لتحقيقه, نسأل الله أن يُسدِّد الآراء ويبارك في الخطوات ويؤلِّف بين القلوب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ5 رجب 1431هـ
ـ 61-6-2010م
 

 

 


صلاة الغائب
 

9

أدى المسلمون في انحاء المعمورة صلاة الغائب على أرواح الأميرين أبي عمر البغدادي أمير دولة العراق الأسلامية أيدها الله ووزير الحرب في طاقمها الجهادي الشيخ أبي حمزة المهاجر وصحبهما من رجالاتها الأشاوس تقبلهم الله جميعاً وفي مدينة الناصرة في شمال فلسطين الواقعة تحت الأحتلال الصهيوني المباشر ورغم أنفه تم تأديتها في مسجد شهاب الدين الشيخ ناظم أبوسليم حيث أمهم الشيخ أبو أسامة الناصري أيده الله الذي اعتبرهما "قادة للأمة الأسلامية وللطائفة المنصورة في الأرض

 

 
القيادة العامة للقوى الجهادية
تعزية في الأميرين الشهيدين أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر رحمهما الله

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب/23]
الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذِلّ الشرك بقهره، الذي قدر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، والصلاة والسلام على مَن أعلى الله منارَ الإسلام بسيفه.
وبعد /
فببالغ التأثر والرضى بقضاء الله وقدره تلقينا خبرَ مقتلِ الأميرين الكبيرين والفارسين المقدامين المهديَّين المسدَّدَين : أمير المؤمنين في دولة العراق الإسلامية أبي عمر البغدادي، وأبي حمزة المهاجر وزير الحرب في دولة العراق الإسلامية، رحمهما الله، فالحمد لله؛ إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها. ونسأل الله عز وجل أن يتقبلهما في الشهداء الصالحين وأن يرفع درجتهما في المرْضِيّين وأن يبارك على آثارهما وأن يجعل شهادَتهما نوراً لأوليائه وناراً على أعدائه.
قال الله تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} الآيات [آل عمران/169 إلى 174]
وإننا إذ نعزّي إخواننا المجاهدين في دولة العراق الإسلامية قوّاها الله وصانها، وسائر المجاهدين في العراق وفي العالَم، وشباب الدعوة والجهاد والأمة الإسلامية جمعاء، فإننا نوصي الجميع بتقوى الله عز وجل والصبر والثبات {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}. ونذكرهم بواجب الوحدة والألفة والاجتماع، وألا يقولوا إلا خيراً، وأن يجعلوا من شهادة قيادات الجهاد وقوداً مضاعفاً للمزيد من البذل والعطاء والتضحية والفداء، وتجديد النية والاجتهاد في تحقيق الصدق والإخلاص، وتجديد البيعة لله عز وجل على السير في طريقه سبحانه لا نقيل ولا نستقيل، حتى ننال عزةَ وكرامةَ الدنيا وسعادةَ وفوزَ الآخرة، فلنِعْمَ القدوتانِ والسّلَفَانِ كان الفقيدانِ رحمهما الله، ضَرَبا المثلَ في الصبر والمصابرة والثبات والعزم والتصميم، وتجاوز المحن والأزمات والشدائد والصعوبات، بحنكةٍ وحلمٍ وأناةٍ، بالاستعانة بالله والولاء الكامل له سبحانه، مع حُسْنِ الاعتقادِ ووضوحِ المنهج وصفاءِ المودّة للمسلمين والتواضع لهم، والدعوة الناصعةِ الدائبة إلى توحيد الله عز وجل والتمسك بشريعته.
فاللهم تولَّهما برحمتك وإكرامك وإسعادِك ووافر فضلك وإحسانك.
وإن من نعم الله على أهل الجهاد خاصةً وعلى أمة الإسلامِ بعامة أن قياداتنا يفارِقون هذه الدنيا بعدَ حُسْن عملٍ قتلى في ساحاتِ الوغى مقبلين غيرَ مدبرين، ثابتين على الحق غيرَ مبدّلين ولا مغيّرين، وقد أشفوا الصدور من أعداء الله، ونالوا من هذا الدار الفانية من ألذّ ما فيها : الحرية والعزة بالكون مع الله والأنس به تعالى، فليهنأ المحبّون، وليخسأ أعداءُ الله المبغضون.
{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران/139، 140]
والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عنهم مصطفى أبو اليزيد
أفغانستان : الاثنين 11جمادى الأولى1431هـ الموافق 26 أبريل2010 م
 

تعزية إمارة أفغانستان الإسلامية بمناسبة استشهاد الشيخين أبو عمر البغدادي و أبو حمزة المهاجر
 

يقول الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
بقلوبٌ مؤمنةٌ صابرة محتسبةٌ بقضاء الله وقدره تلقينا نبأَ استشهادِ القائد البطل الشيخ أبي عمر البغدادي ورفيق دربه الشيخِ أبي حمزةَ المهاجرِ ومجموعة من فرسانِ الجهاد والشهادة في العراق الحبيبة رحمَهم اللهُ جميعاً واسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وما ذالك على الله بعزيز .
ونحن إذ نعزي إخواننا من مجاهدي العراق والأمة الإسلامية بفقدان هؤلاء الأبطال الأماجد نقول لهم أن الشهادة في سبيل الله من مستلزمات الجهاد والكفاح في سبيل الله كما يقول الشهيد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله : إن الذين يظنون أن دين الله يمكن أن ينتصر دون جهاد وقتال ودماء وأشلاء.. هؤلاء واهمون لا يعرفون طبيعة هذا الدين ، فاحرصوا على الموت توهب لكم الحياة ولا تغرنكم الأماني ولا يغرنكم بالله الغرور.. ..يقول سبحانه وتعالى {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
أيها الإخوة المجاهدون ! إن استشهاد القادة الأبطال لن يؤثر على سير الجهاد ضد المحتلين في العراق الحبيبة بإذن الله لأنه ما ترجّل فارسٌ في المعركة الدائرة بين جند الرحمن وأولياء الشيطان إلا فتح الله بدمائه على المسلمين من الانتصارات ما لم يكن في الحُسبان.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهما و أن يعوض مجاهدي العراق وشعبه و يخلفهم خيرا، و أن يجعل الله دماءهما الطاهرة سببا لانتصار المجاهدين وهزيمة المحتلين في العراق وأفغانستان وفي كل مكان.
ونوصي إخواننا من مجاهدي العراق وشعبه المجاهد أن تسيرُوا على دربِ شهدائكم المخلصين وكونوا رحمةً على المؤمنين وعذاباً على الكافرين، واجعلوا أنفسكم ممثلين لقول الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54
أيها الإخوة المجاهدون في العراق الصامدة!
إننا نبشركم باقتراب النصر وهزيمة العدو الصليبي في أفغانستان والعراق، فعلينا جميعا أن نراعي جانب الدقة والتدبير في تسيير أمورنا الجهادية، و صيانة صفوفنا من التفرّق والأنانية، والتنبه لجميع المؤامرات التي تحاك للإساءة إلي سمعة المجاهدين، وتركيز جهودنا في ميدان المقاومة علي ضرب العدو الغاصب، وعدم الانشغال بكل ما يصرفنا عن الهدف الأصلي، وصرف التوجّه إلي أهّم الأهداف ونحن على يقين كامل أن النصر نصيب المجاهدين ماداموا مخلصين في جهادهم وأعمالهم مع الله يقول المولى سبحانه وتعالى: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.. فاستمروا يا إخوتنا في العقيدة والجهاد في جهادكم و قتالكم ضد المحتلين وأعوانهم المنهزمين ورصوا صفوفكم والله معكم ولن يتر كم أعمالكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إمارة أفغانستان الإسلامية
جمادى الأولى 1431 هـ الموافق لـنيسان 2010 م

جماعة أنصار الإسلام
تعزية للإخوة في دولة العراق الإسلامية والأمة باستشهاد قرابين الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم والصلاة والسلام على نبينا وقائدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين،
أمـا بـــعد :
تعزية صادرة عن قيادة جماعة أنصار الإسلام إلى الإخوة في دولة العراق الإسلامية والأمة الإسلامية بإستشهاد قرابين الله في زمن المحنة الشيــخ (أبو عمر البغدادي) والشيــخ (أبو حمزة المهاجر ) وباقي الإخوة الشهداء معهم نحسبهم كذلك والله حسيبهم .
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ).
فعزاءنا لإخوة الدرب والعقيدة مجاهدي دولــة العراق الإسلامية ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ ) فَقُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَجَــلْ ) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا) .
وعزاءنا لأمة الإسلام الغالية أننا عَهِدنا أُمتنا أنها أمة ولود، تنجب السراة تترا، لم تنقطع فيها سلالات الخالدين، ولم تغيب عنها أعراق الماجدين، والشهادة للأقرام فيها كرامة، والقتل للأحرار فيها شهادة، وأبناءها البررة على درب الموت سائرون، هو قادم إليهم وهم إليه قادمون، يتعانقون شوق المتفارقين، ولدوا للموت وله ساروا، وكان لهم في كل يوم دثارهم وشعارهم، فما الموت منا بغريب، وما الفراق فينا بجديد، وقد تعاهدنا أن الآخرة هي دار اللقاء، وموطن الأحباب، ورحبة الأصحاب، ومستقر النوى، ومربط الرواحل، ولا حـول ولا قـوة إلا بالله العلي العظيم .
وعلى مثلهم فلتبكي البواكي وكل نائحة بفراقهم ثكلى، كانوا سترة الذمار ونخوة الجار وإخوة أبرار، يشكو فراقهم سيف وحيد ودرع تليد، وساحة غابت عنها نخوات الغيارى وإلى الله المشتكى، وإننا لننعاهم لكل حر غيور أنجبته حرة لساحات الوغى تدفعه زخات الرصاص أو أناشيد الموت أو أهازيج الحرائر .
وما الموت عن أحد عـصيّا *** ولا القتل عن حرٍ خـفيّا
قال عبد الله العدناني الأنصاري
كـــل حر صــدره موشّــح بالــدم *** ومـا صدر الحر عن القتل بمحرّم
إن جماعة أنصار الإسلام أميرا وقيادة ومجاهدين تعزي الأمة الإسلامية بإستشهاد (قرابين الله في زمن المحنة ) الشيخ أبو عمر البغدادي والشيخ أبو حمزة المهاجر وباقي الإخوة الشهداء معهم نحسبهم كذلك والله حسيبهم، رفع الله درجتهم في المهديين وكتبهم في أعلى عليين وانزل السكينة على من بعدهم والثبات على الجهاد وهذا الدين.
ونشهد لهم أنهم كانوا إخوة أكفاء في الجهاد والقتال فارقوا الدنيا ولم يفارقوا الدين ولم يتزعزعوا عن الصمود والثبات شبرا، والسعيد من ثبت حتى يلقى الله صابرا، وان هذه الأمة ومجاهديها الأبطال لم تخلوا من قيادات كفوءة تعاهدت على استمرار القتال والثبات عليه حتى يمكن الله لهذا الدين أمر رشد وانحياز إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو الحق ونعم وارث.
ويوصي ديوان الشرع والقضاء لجماعة أنصار الإسلام المجاهدين في الجماعة بإقامة سنة صلاة الغائب أفرادا أو ارسالات على الإخوة الشهداء وكذلك يدعو الديوان أعيان المسلمين والمجاهدين كآفة إلى إقامة سنة صلاة الغائب عليهم.
روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ)، قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ)، ومعلوم أن إتباع الجنازة من لوازم ما بعد الصلاة عليها، وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي صلاة الغائب على جنازته لما سمع بخبر وفاته ولم تك ثمة الجنازة .
ومن فقه سنة الصلاة على جنازة أمراء الجهاد ما روى الإمام الطبراني في معجمه الكبير باسانيد حسان احاديث مقبولة في خبر مقتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة أحد رضي الله عنه وأرضاه، فعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (من رأى مقتل حمزة ؟ ) قال رجل : أعزك الله أنا رأيت مقتله فانطلق فوقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مُثِّل به فقال : يا رسول الله مُثِّل به فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينظر إليه ( رحمة من رسول الله ) ووقف صلى الله عليه وسلم بين ظهراني القتلى وقال أنا لشهيد على هؤلاء لغوهم في دمائهم فإنه ليس مجروح يجرح في سبيل الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك، قدموا أكثر القوم قرآنا فاجعلوه في اللحد).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمزة فنظر إلى ما به قال : ( لولا أن تحزن النساء ما غيّبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطيور حتى يبعثه الله مما هنالك) قال : وأحزنه ما رأى به فقال : (لئن ظفرت بقريش لأمُثِلنّ بثلاثين رجلاً منهم) فأنزل الله عز وجل في ذلك (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُــوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ ) إلى قوله (يَمْكُرُونَ) ثم أمر به فهيئ إلى القبلة ثم كبر عليه تسعا ثم جمع عليه الشهداء كلما أتي بشهيد وضع إلى حمزة فصلى عليه وعلى الشهداء معه حتى صلى عليه وعلى الشهداء اثنتين وسبعين صلاة ثم قام على أصحابه حتى واراهم ولما نزل القرآن عفا رسول الله صلى الله عليه و سلم وتجاوز وترك المثل .
وصـلى الله عـلى نـبينا مـحمد وعـلى آلـه وصـحبه وسـلم

قيادة جماعة أنصار الإسلام
13/جمادى الأول /1431
28 /4 /2010
 

 

 

دولة الأسلام باقية
لفضيلة الشيخ المجاهد مخـتار أبي الزبير
أمير حركة الشباب المجاهدين


ــــــــ20 جمادى الأولى 1431 هـ
3/5/2010 م
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدُ للهِ القائِل في مُحكم تنزيله: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ).

وصلى الله على نبينا وقائدنا وقدوتنا محمدٍ وسلّم تسليمًا, القائِل: "والذي نفسُ محمدٍ بيده لوددتُ أن أغزوَ في سبيلِ الله فأُقتل, ثم أغزو فأُقتل, ثم أغزو فأُقتل".

أما بعدُ:

فلقد تلقّينا بقلبٍ مَلأهُ الرضا بقضاءِ الله وقَدَرَه نبأ استشهادِ عَلَمَين من أعلامِ أمّة الإسلامِ ورجلين من رجالاتها في زمنٍ قلّ فيه الرجالُ, إنهما: أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي الحسيني, ووزير حربه أبو حمزة المهاجر, اللذان أذاقا الأمريكان وأذنابهم من الروافضِ والمرتدين ألوانًا من العذابِ, ووضعا أساسًا متينًا لدولةِ الإسلامِ, وكانا أيضًا في مقدمةِ الصّفِّ لاستعادة الأقصى وتطهيرِه من رجسِ اليهودِ أحفادِ القردةِ والخنازير.

هنيئًا لك يا أميرَ المؤمنين أبا عُمر الحسيني, فلقد صاولتَ في كل الميادين, ففي ميدان قولِ الحق كنتَ فارسها الذي لا يهاب, وفي ساحاتِ الوغى كنت ضرغامها الذي لا يُبارى, وفي مجال السياسةِ الشرعيةِ وأمورِ الدولةِ كنت حكيمَها ومُدبِّرها, ولا عجب في ذلك فأنت لذلك أهلٌ ومن أهلِ بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم.

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحِل والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كلهم *** هذا التقي النقي الطاهر العلمُ
إذا رأته قريشٌ قال قائِلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ
يغضي حياءً ويغضى من مهابته *** فما يُكلمُ إلا حين يبتسمُ
اشتقّت من رسول الله نبعته *** طابت عناصره والخيم والشيمُ
لا يستطيع جوادٌ بعد غايتهم *** ولا يدانيهم قومٌ وإن كرُمُوا

وهنيئًا لك يا أبا حمزة, لقد طال شوقك للحاق إخوانك ورفاق دربك أمثال أبي مصعب الزرقاوي وأبي أنسٍ الشامي تقبلهم الله, ولقد عرفتك ميادينُ النزالِ والقِتال قائِدًا مِقدامًا فلله درك! كم أرهبت أعداء الدين وهدّمت صروحهم.
المُشعل الحرب نارًا وهي خامدةٌ *** والمُستبيح حماها وهي تشتعلُ
بكل يوم وغى تصدى الكُماة به *** على يديه وتُروى البِيضُ والأسلُ
في مشهدٍ ليس يعروه به زللٌ *** ومنطقٍ ليس يعروه به خطلُ
مستجمعٌ لا يحل الريث عقدته *** فيه ولا يمتطي إيغاله العجلُ
يا شاغل الدهر عنّا مالصولته *** مذ صال فيك الردى إلا بنا شغلُ
تنبي المواقف عنه أنه سندٌ *** ويُخبرُ الروع عنه أنه بطلُ


أما أنتم يا جنود الدولة الإسلامية وقادتها,

فالثبات الثبات على الطريق, والشدّة الشدّة على أعداء الله, والدولة الإسلامية في العراق أمانة في أعناقكم, والأمة المسلمة ترمقكم وتنتظر منكم أن تُشفوا غليلها, قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً).

وأبشروا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إن من ورائكم أيام الصبر, للمتمسك فيهن يومئذٍ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم, قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: بل منكم".

وروى الإمام عبد الله ابن المبارك في كتاب الجهاد عن يزيد العقيلي -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه سيكون في أمتي قومٌ تُسد بهم الثغور وتؤخذ منهم الحقوق ولا يُعطَون حقوقهم أولئك مني وأنا منهم".


أما أنتم يا أهل السنة في العراق,
فنسأل الله أن يأجركم في مُصابكم وأن يخلفكم خيرًا, قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

وروى ابن إسحاق في سيرته: "لما اجتمعت الأنصار للبيعة قال العبّاس بن عبادة بن نضلة: هل تدرون علامَ تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم, قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلًا أسلمتموه, فمن الآن! فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة, وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف, فخذوه, فهو والله خير الدنيا والآخرة, قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف, قالوا: يا رسول الله إن نحن وفّينا بذلك فما لنا بذلك؟ قال: الجنة".

وعليكم الوفاء لقادتكم والثأر لهم, وكونوا خير أنصار, قال الشاعر:
فيدركُ ثأرَ الله أنصارُ دينه *** ولله أوسٌ آخرون وخزرجُ
لعل قلوبًا قد أطلتم غليلها *** ستظفرُ منكم بالشفاءِ فتثلجُ

وأخيرًا, إلى قادة الجهاد ومشائخه في أرض خُراسان:

نسأل الله أن يُجزل لكم المثوبة ويُصبِّركم, قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ), وإن شاء الله لن تعدم الأمة قادةً أكِفاء يكملون المسيرة ويكونوا لكم عونًا وسندًا.

وأقولُ للشيخِ أبي عبد الله ما قال الشاعرُ:

أفي كل عامٍ لا تزال مُروعًا *** بفرد نعي تارةً أو بتوأمِ
أحبَّ بنوك المكرمات ففُرِّقت *** جماعتهم في كل دهياء صيلمِ
فكُلٌ له قبرٌ ببلدةٍ *** فمن منجدٍ نائي الضريح ومتهمِ
قبورٌ بأطراف الثغور كأنها *** مواقعها منها مواقع أنجمِ
نوادب في أقصى خُراسان جاوبت *** نوائِح في بغداد بُحّت ترنّمِ
مضوا يستلذون المنايا حفيظةً *** وحِفظًا لذاك السؤدد المتقدمِ
ولمّا رأو بعض الحياة مذلةً *** عليهم وعِز الموت غير محرمِ
أبوا أن يذوقوا العيش والذم واقعٌ *** عليه وماتوا ميتةً لم تُذممِ
وكلهم أفضى إليه حِمامه *** أميرًا على تدبير جيشٍ عرمرمِ
سلامٌ على تلك الخلائق إنها *** مسلّمةٌ من كل عارٍ ومأثمِ
ولا عجب للأسد إن ظفرت بها *** كلاب الأعادي من فصيحٍ وأعجمِ


اللهم قد حكم في أبشار المسلمين أهل الردة وتولى القيام بأمور كافر كل محله
اللهم وقد استحصد زرع الباطل وبلغ نهايته واجتمع طريده فأتِح له يدًا من الحق حاصدة تبدد شمله وتفرّق أمره ليظهر الحق في أحسن صوره وأتم نوره.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


ــــــــ20 جمادى الأولى 1431 هـ
3/5/2010 م


 التعزية المغربية - بيان السجون
نحن ودولة العراق الاسلامية عزاؤنا واحد

(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[آل عمران:120]
ان المصاب جلل بكل المعاني والخطب تذهل له الافئدة بل انه ثلمة عميقة الغور في وجدان كل موحد صادق عرف حقيقة التوحيد والجهاد في زمن رديء انقلبت فيه كافة الموازين الا حسابات الموحدين لانها حسابات ترتبط بموعود رب العالمين لقوله تعالى
وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَبَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ
هاته المصيبةفي فقدان بطلين وفارسين ظلا في رباط وجهاد تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم حتى اسلما الروح مقبلين غير مدبرين سلما لاولياء الله حربا على اعدائه...بعد أن بلغوا رسالات الله وكانوا ممن قال عنهم الله تبارك وتعالى
(الذين يبلغون رسالا...ت الله ويخشونه ولا يخشون احدآ إلا الله)
ولان كان المصاب جللا فانه لا ولن يقعد اهل الجهاد او يعيقهم عن المضي الى الغاية باذن الله جل وعلا... تلك الدماء هي ثمرة حصاد الدم الذي تنتفض له الهمم فتحيا به العزائم وتقوى الارادات وتزداد صلابة في الحق.. فهي دماء تروي الارض وتدعم المنهج حتى تصير الارض والراية معا بلون الدماء والخضرة حدائق ذات بهجة جهادا وزحفا وامتدادا..
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله...
ولان ترجل فرسان الدولة وقادتها ومضوا الى ربهم بطهر الدم ونقاء الراية فقد التحقوا بقوافل الشهداء بسيد قطب وخالد الاسلامبولي وكارم الاناضول وصالح سرية وكافة ابطال الاسلام والتوحيد والجهاد بل انهم لحقوا بقافلة العز وعلى رؤوسهم تاج الوقار وقد قدموا الانفس بسخاء وجود فداء لدين رب العالمين...
إن هذا الدين غال والله إن هذا الدين غال نفديه بكل ما في ايدينا بل بأرواحنا وأنفسنا وأنفس ما نحوزه من مال وولد... ذلك أننا نرجو ان نكون ممن قال عنهم الله جل و علا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ , إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
ولقوله تبارك وتعالى
وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُون
واننا لنحسب امير المؤمنين ووزير الحرب منهم يحبهم ويحبونه اعزة على الكافرين اذلة للمؤمنين فلله درهما ..ولانهما عاشا تحت ظلال السيوف وبين الخنادق فقد كان موتهما بحجم تلك الرسالة التي حملاها بين جوانحهما وعاشا لها حتى انتفضت الكلمات والدعوات فاذا هي حية بين الناس يقول سيد قطب رحمه الله
ان كلماتنا ستظل ميتة اعراسا من الشموع لا حراك فيها جامدة حتى اذا متنا من اجلها انتفضت حية وعاشت بين الناس
والذي نفس محمد بيده لقد ذرفت الدمع بعد ان وصلنا الخبر القين باستشهادهما وفي القلب غصة وقد ظل الدمع عصيا في مآقينا في احلك الظروف.. لكن على ابي عمر فلتبك العيون وتسح ماء المقل فقد عز في زمننا نظيره وتلك رسائله من نبع الرسالة الصافي تنطق بالحق بالحق انزلناه وبالحق نزل

ترى الرجل الطرير فتبتليه  فيخلف ظنك الرجل الطرير

وترى الرجل النحيل فتزدريه   وفي اثوابه اسد هصور



ولان اصابنا هذا الخطب الفادح بفقدان الامة الاسلامية اصدق رجالاتها واسلمهم عقيدة ومنهاجا واكثرهم فتكا في الصليبيين واحلافهم واشدهم عزيمة في اقامة الخلافة على منهاج النبوة... فان يقيننا في الله انه لن يضيع جهد السنين والدماء وسيأتي الله بقوم يخلفونهم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤنين اعزة على الكافرين...
انا نبكي فيهما عملا صالحا كان يرفع لله بجهادهما ودعوتهما وزلزلتهما للكافرين وهما غصة العدى.. وقد انقطع بموتهما غير اننا ثقة في الله وفي هذا الدين... نحن على يقين ان الله لن يكسر قلوبنا بل اليقين كله في غد الاسلام ودولته وصولته

رحم الله البغدادي والمهاجر.
ل
عمرك ما الرزية فقدُ مالٍ*** ولا فرسٌ تموت ولا بعير

ولكن الرزيةَ فقدُ حرٍّ *** يُموت بموته خلق كثير

ولكن موت هؤلاء الرجال حياة للتوحيد والجهاد وبقاء للدولة ورسوخ للشعار ونصر للسلفية الجهادية في عنوانها العريض..
فقد كانا على خير عظيم نصرة وهجرة وسابقة وفضلا رحمهما الله فقد كانوا ممن قال عنهم الله جل وعلا
وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر:9،
وقفات مع دولةالاسلامية

منهج صاف ورسالة عالمية

.
أيها الاخوة الاحباب...

قامت هاته الدولة لتبقى .. لأن قيامها ضرورة شرعية لحفظ الدين وصون بيضة اهل التوحيد.. وهي حاجة مصيرية اذ لا بد لنا من مأوى ودولة ومهوى تهوي اليها الأفئدة وتتوحد تحت رايتها الجماعات والفصائل الجهادية الصادقة..

وهي لازمة حركية في مدافعة العدو الصائل الذي جاس ديارنا وعدو الداخل الصفوي الرافضي الكامن في تخومنا وبين جلودنا وعظامنا.. لانها من أهم لوازم تدبير العمل تنظيما وعملا وتخطيطا وزحفا.. وقد حققت هاته الدولة الفتية بقيامها أهم ما تحققه الدولة الربانية

بتحرير رقاب تم اخضاعهاللعبودية لغير الله والاسترقاق للطغاة والنهب للثروات والخيرات والمقدرات, وقد جاءت دولة العراق الاسلامية لتحرير العباد وتعبيدهم لربهم جل وعلا باقامة دولة الحاكمية على الارض منهجها وميثاقها الغليظ قوله جل وعلا قل هذه سبيلي..ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني....

وكأني بها رفعت شعار المرحلة مقولة ربعي بن عامر لرستم كبير الروم اذ قال له

نحن قوم بعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله الواحد القهار ومن جور الاديان الى عدالة الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة...

فكانت طيلة هاته المدة منذ اعلان قيامها ذات راية مبصرة واضحة بتوحيد في الاعتقاد ثم بالغلظة في مواجهة الصليبيين والمرتدين فرفع الله شأنها وأعلى لوائها وأفلج سهامها وأظهرها على العالمين نقية صافية بلا غبش ولا قذى او اذى ودغل...

وقد كسرت دولة العراق الاسلامية زنار الخوف الذي جثم على الصدور وطوق الأمة وقيد بالأغلال معصميها وكمم فمها وغم أعينها,,, وبث فيها روح الخذلان لسنين طويلة وجعلها رهن هيمنة بني علمان وقيد التبعية والتقليد والولع بثقافة الغالب والرضا بأمارة الغلمان وحكم الصبيان وقهر المتغلب المستبدل لشريعة الرحمان واستحواذ الملك الجبري على الامةعلوا وفسادا في الارض....

وقد كانت هاته الدولة مطلع خير وبركة للامة المجتباة اذ حولتها من صورة الامة الشمطاء المرتبطة بالخرافات والقعود والنكول والنكوص في انتظار خلقطيرة تنقلها من الخمول الى العز

دون عمل وجهد أو بذل وتضحيات.... فأعادت للامة المباركة هيبتها وأسباب اخراجها للناس فحققت الحلم واذا بالحلم يصبح واقعا باعلان الدولة وقيامها قتالا ودعوة وجهادا وزحفا فلله در أبنائها وقادتها وجنودها وخاصتها وعامتها....

واعادت هاته الدولة القيمة التاريخية لبغداد ارض الخلافة .. فعاد ذكرها في كل مكان يحتل مكانة الصدر في الاخبار وحصاد الجهاد.. فاحيا الله بهاته العصبية العصية على الكفر اهم شروط الشهادة على الناس والامة....

وفي رصيد المدافعة حققت دولة العراق الاسلامية اهم مكاسب الصراع فحطمت الاسوار التي جعلها الاستعمار حدودا وتخوما لتركيعنا وتمزيق وحدة الامة والحد من خاصية انتشارها بين الناس وامتدادها كدعوة ورحمة للعالمين تخرجهم من الظلمات الى النور.. واذا بهاته الدولة وقادتها يقبرون خنادق ظلت ولزمان طويل اماكن لانكفائنا وهزيمتنا وتشرذمنا ونكولنا فاعلنوها واضحة براية نبوية صافية دولة اسلامية تنهي تاريخ الاستكبار والملك الجبري...

وقد تألقت هاته الدولة المباركة فاسندت الوزارة والامارة لمن يستحقها وهو اهل لها دون النظر الى لونه او عشيرته وقوميته فكان من غيثها وزارة الحرب التي تولى مسؤوليتها الشيخ الشهيد ابو حمزة المهاجر الى جانب الامارة التي اسندت لعدد من العرب والاكراد وغيرهم

بل ان الدولة احيت سنة كانت قد اندثرت باحياء قيمة الانصار والمهاجرين

وتلك من حسنات هاته الدولة واسهاماتها في الميثاق المنهجي للخط السلفي الجهادي وهي في مقام المسؤولية والقيادة للامة............

وبهذا حققت لنا دولة العراق الاسلامية مفهوم الجنسية وانها العقيدة والعقيدة وحدها كما قررها سيد قطب في معالم في الطريق جنسية المسلم عقيدته.......

وحققت دولة العراق الاسلامية أهم المكاسب واكثرها نكاية في العدو الصائل والمتآمر بتنفيذ أهم خصائص مكاسب الفتك والتفكيك.. الفتك بالعدو بقوة وحسم وتفكيك مخطاطاته ومقارباته امنية وسياسية وعشائرية وفي مقدمة هاته المكاسب في الفتك والتفكيك تقليم اظافر الصحوات والرافضة وتقليص الهيمنة الصليبية بكسر هيبتها في النفوس المهزومة من خلال العمليات النوعية المزلزلة -غزوات الاسير المتتاليات- نموذجا-...

و اوقفت دولة العراق الاسلامية مخطط التدميج والابتلاع.. تدميج اهل السنة والجماعة في مشروع رافضي صفوي صليبي تحت شعارات الوطنية والفدرالية والمقاومة الشريفة- كما زعموا-... والقوميات البغيضة والشعارات الجاهلية والرايات العمية.. وبافشالها مخطط التدميج الممنهج اوقفت مخططا أكبر يستهدف ابتلاع اهل السنة في كروش الرافضة والعلمانيين وتجار الريات واختطاف الراية المبصرة لصالح اللافتات الوطنية و افشال سرقة الشعار والجهود والتضحيات والدماء....

ايها الاخوة الاحباب

ان دولة العراق الاسلامية وهي تقدم اليوم دماء قادتها وصفها الاول تضرب اروع الامثلة على صحة طريقها و شهادتها على الناس فهي اقوى وارقى واكثر هيبة في النفوس ومصداقية في قلوب الناس بعد ان كادت تلك الاباطيل ان تحجب ضياء منهجها عنهم ولتنكشف حقيقة المؤامرة على هذا الدين من الداخل والخارج كل حسب مكره ومكايده وتدبيره...

لقد تحولت هاته الدولة وتلك القيادة الربانية المجتباة الى مدرسة في القيم والثبات ومعلمة في طريق الجهاد اذ افرزت لنا نوعا فريدا من العمل والزحف انه كشف المنحدرات التي ينزلق فيها الناس افرادا وجماعات الى الهاوية... فقد فضحت الدولة بثباتها وقوة شكيمتها ودماء قادتها كل المؤامرات والمكايد وظلت متفردة في السلوك والعطاء والزحف ... واكثر وضوحا في ادارة الصراع وارقى تدبيرا وسياسة... ويكفي قادتها الشهداء فخرا حسن تدبيرهم للصراع في مرحلة الانتخابات الاخيرة وكيف ابطلوا سحرها بشعار يزداد تألقا وجاذبية .. امنعوهم لا تقتلوهم....

وكشفت هاته الدولة حراس القهر الذين انخرطوا في مهاوى المفاوضات ومغازلة المحتل والارتماء في احضان دول الجوار والرضا بهيمنة احفاد ابن العلقمي والتطلع لحدود التخوم ولارض تعاد فيها سيرة الطغاة الاولى من نهب للثروات واستعباد للناس واعادة تعبيدهم للزعيم وبسط مساحات للشرك وحرية الكفر بسام حرية الفكر...

ومن اهم ما حققت لنا هاته الدولة ابداع المفاهيم الجديدة في ادارة الصراع ومنها ما اعلنه الشيخ الشهيد امير المؤمنين ابو عمر البغدادي رحمه الله في حملة فأس الخليل....

فقد كان صاحب منهج ورؤية مبصرة يمتاح مفرداته من منهج عقدي صاف... ومتفرد في ابداع الفكرة والمفردة الشرعية ذات الحمولات الكبرى.. تلك المعاني السامية التي انهال عليها تراب الاهمال لسنين طويلة فتم استخراجها كالدرر اللامعة البراقة

فلا أصدق من رفع شعار هاته المرحلة من مفهوم فأس الخليل لواجهة جديدة من مصاولة الباطل ومدافعته بفأس التوحيد...

وأخيرا... اننا لن ندلي بدلونا في شرعية هاته الدولة وفق القوانين الوضعية والدولية وما يترتب عنها وفق المواثيق الدولية والامم الكافرة ولن نضرب امثلة عن دويلات وهمية اعترفت بها المئات من الدول في العالم الحر كدولة البوليساريو الماركسية وسلطة عباس الفلسطينية.. لأننا نؤمن بأن شرعية لا اله الا الله تكفل لاهل الحق اقامة دولة في ارضهم بماشرع الله فنحن المسلمون أحرارعقائديا بالعبودية لله وحده .. أحرار سياسيا بمنهج الله.. أحراراقتصاديا ان بعناها لله وكانت حياتنا كلها وفق قوله جل وعلا ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين...

هاته التاملات بعض فيض هاته الاحداث اردت النكش فيها لنلفت الاخوة الاحباب الى ان الفكرة التي مات من اجلها البغدادي والمهاجر باقية لأنها خلقت لتحيا بين الناس
وبعد ...

من لم يمت بالسيف مات بغيره

إن الموت سنة الله في الذين خلوا من قبل وللقتل خلق الرجال والابطال ولله در الاخ الشيخ رمزي يوسف اسير الصليبيين عندما راسلنا ذات زمن في رسالة من سجنه العام 1995م قال فيها ا ن هاته الدعوة السلفية الجهادية لاجلها اريقت الدماء واعتقل العلماء وشرد ا لاولياء ويتم الاطفال ورملت النساء وزلزلت العروش وبقرت الكروش وكانت الجنة والنار، وهي سنة ماضية في خلقه إلى أن تقوم الساعة، ما استثنى منه نبيا مرسلا، ولا وليًا صالحًا، ولا ملكا مقربًا، ولا جِنًّا ولا إنسًا. لتكون الحياة المطلقة الكاملة، لله ربهم جميعا. وفي فهم هذا تحقيق لفهم ربوبية الله عز وجل.....
إن الموت ليس له موعد محدد ولا عُمُرٌ معين، فهو يجتاح الكبير والصغير، وما كنا ننتظر عُمُرًا محددًا ولا أجلا مسمى، حتى يموت هذا أو ذاك، أو نموت نحن أو غيرنا، ولكن لكل أجل كتاب.

إن الموت من قدر الله، والإيمانُ والرضا بقدر الله خيرِه وشرِه ركنٌ ركينٌ من أركان الدين.

و النبيَّ صلى الله عليه وسلم عندما خُيِّر بين الموت الذي سيوصله إلى جوار ربه، وبين الحياة الدنيا، إنما اختار الموت، لعلمه بدناءة الدنيا وحقارة منزلتها، وسمو الآخرة وعلو مكانتها، فكان الموت اختيارَه عليه الصلاة والسلام، وتبعه في ذلك صحابته المقربون الذين ارتجَوا القرب من الله أولاً، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم ثانيًا، فاستبشروا بالموت لما أتاهم وحضرهم، ولم يجزعوا به..

إن الشيخَ الفاضلَ اباعمر البغدادي وابي حمزة المهاجر عليهما رحمة الله، كانا على جملةٍ صالحةٍ طيبةٍ مباركةٍ، من المنهج الصحيح، والمعتقد السليم، وكان كلاهما، عاليَ الهمة، حريصًا على الخير ونشره، حَيَّا على الدين وهلكا في سبيله. حتى قتلا وهما يسيران على هذه السبيل، وقد قال ربنا تبارك وتعالى (...وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)

إن من سنة الله عز وجل أن يجعل لكل سلف من العلماء العدول الأثبات، خَلفًا، حفظًا للدين وتبيينا للطريق المستقيم، سيما إذا لهجت ألسنتنا بالدعاء بالأجر في المصيبة وطلب الخلف من الله سبحانه وتعالى (اللهم أجُرْنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها) وقد قالته أمُّنا أم سلمة رضي الله عنها فأخلف الله لها، سيِّدَها وسيِّدَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالذي حبب شيوخنا إلى الناس، قد حبب وسيحبب أمثالَهما، رحمةً منه سبحانه وتعالى وفضلاً.

إن الشيخين - أكرم الله نزلهما - ما زالت أعمالهما شاهدةً على دعوتهما إلى الله عز وجل، وحرصهما عليها، وستظلُّ أعمالُهما بإذن الله، جاريةً، وكلماتُهما مبثوثةً، وأقوالُهما مسموعةً، وان كانا قد قتلا وهما في ميدان الواجب والقتال فان القتل في الله هين لذوي العزم
من لم يمت بالسيف مات بغيره من عاش فينا عيشة الاتقياء

عزاؤنا من عمق اقبية السجون
كانت فاجعةً عظيمة وخبرًا مهولاً، ذلك الذي طرق الأسماع ، زلزل خبر وفاتهما الأفئدة وهز الأركان وأصم الآذان وأبكم الأفواه وأرعش الجوارح، وأذهل الناس، وتشابكت الأرواح وتعانقت الأجساد، لا تدري من المُعَزِّي ومن المُعَزَّى، ولكنه الحزن على فراق هذين الشيخين الكريمين البغددي والمهاجر رحمهما الله......

ولما أحدث هذا الخبر ما أحدث، وأثار ما أثار في نفوس الناس، خصوصا وأن الفواجع تنسي الحقائق بل والمعتقدات، كما فعلت بفاروق الأمة لما أدركت النبيَّ صلى الله عليه وسلم الوفاة، فأُنسي كلام ربه في تقرير هذه السنة، وتوعد بضرب العنق لكل من نسب الموت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما كان هذا حالَ المصائب مع أهل الإيمان وأشدُّ منه مع من دونهم، أحببت أن أعزي نفسي وإخواني في الله، واحباب الشيخين وأن أُذَكِّر بهذه الكلمات القليلات، عسى الله أن ينفع بها، وأن يجعلها بلسمًا لهذا الجرح وضمادا لهذه الثلمة وجبرا لهذا الكسر، وعونا على الرضا والتسليم بأمر الله وحُكْمِه... وهي تعزية مغربية لكل احباب المشايخ والدولة ومنهج الله تحت راية السلفية الجهادية ولو تقول الشانؤون...
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

وكتبه الفقير الى رحمة الله جل وعلا اسير التوحيد

ابو الفاروق الشرقاوي المغربي

اصالة عن نفسي ونيابة عن كل الاحرار من اسرى السلفية الجهادية في السجون المغربية

 

 

الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
نعي و تهنئة لأمة الإسلام باستشهاد أمير دولة العراق الإسلامية أبي عمر البغدادي و وزير الحرب أبي حمزة المهاجر تقبلهما الله.
ا

لحمدُ لله الذي يَصْطفي منْ عبادِه من يشاءُ و يختارْ، و الصّلاةُ و السلامُ على مُحَمّد النبيّ الأمي المختارْ، و علىَ آل بيته الطيبينَ الأطهارْ و على صحابته الطاهرينَ الأبرارْ ما أشرقت الشمْسُ بالأنوارْ و تعاقبَ الليلُ و النهارْ أما بعد:
اقرؤُوهـَا في خـُشُوعْ و اذرفـُوا أغلـَى الدُّمـُوع
قال الله تعالى: { هَـ?ذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ?138? وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ?139? إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ? وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ? وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ?140? وَلِيُمَحِّصَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ?141? أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ?142? وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ?143? وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ? أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى? أَعْقَابِكُمْ ? وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى? عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا ? وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ?144? وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ? وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ? وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ?145? وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ? وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ?146? وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ?147? فَآتَاهُمُ اللَّـهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ? وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ?148?}[آل عمران]
و قال جل و علا:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ? بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ?169? فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ?170? ? يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ?171? الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّـهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ? لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ?172? الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ?173?}[آل عمران].
أمَةَ الإسلام ، لقدِ اصْطفىَ الله الأميرْ ، و بِجـَنْبِهِ اصْطـُفـِيَ الوزيرْ، وَ بالشّهـَادَة تـُوّجـَا ، فلتهنئـِي يا أمَة الإسْلام وَ لتَـَسـْتبشـِري فـَالنـّصرُ جـَـا ، يـَجـُرّ فـَتْحـًا خلفَه مـُتَوَهّجـَا ، هـَا قد تـّرجلا الشيخانْ، و فارسَا الفرسانْ، أسدَا الوَغىَ قمَرَا الدُّجىَ .
إنَّ العينَ تدمعُ، وإنَّ القلبَ يحزنُ، ولا نقول إلا ما يرضى ربّـنا، وإنا بفراقِكما يا أبا عمر و يا أبا حمزة لمحزونون.
بقلـُوبٍ حزينة خاشعَة ، و جفـُونٍ سَخينة دامعَة، و إيمانٍ و رضًا بقضَاء الله النـّافذ و قدَره المكتوب، وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا.
وَ خرجتَ لتحُييَ أمـَّتـَنا *** وَهُنَـاكَ يـُسـَابقكَ القدرُ
و إذا أجْـرَى الله قضاءً***مَفعُــولا لا يـَنـْفعُ حَـذرُ
ننعَى إلَى أمَّـة الإسْلام قاطبةً فـِي كـُل البِقـَاع و الأمْصارْ و نُهـَنـّئهـَا تهنئةً مُعطـَّرَة بعـَبير الفردَوْسِ و نسيم دارِ القرارْ ، باستشهادِ حفيدِ الحُسين و نسْلِ آل مُحمدٍ صلىَّ الله عليه و سَلم الأميرُ الهـَاشميُ القرَشـِيُّ أبو عُمَر البغدادي الحُسـَيني أميرُ دولة العراق الإسلامية أعزها الله و وزيرُ الحربِ في دولة الإسلام الأميرُ الشيخُ أبِوُ حمزة المُهاجر عبد المنعم بن عز الدين البدوي، تقبلهما الله في أعلى عليين و أكرَمَ نزُلهُمَا و أعلىَ مقامهُمَا مَعَ النّبـيـينَ و الصّـدّيـقـيـنَ و الشـّهَداء و حَسُنَ أوْلـئكَ رفيقا و مَنِ استـُشْهِدَ مَعَهُمَا منَ القـَادَةِ وَ الجـُنود.
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني وصححه الحاكم وغيره: (جَاءنِي جبريلُ عليه السّلام، فقال: يا مُحَمد، عشْ ما شئت فإنكَ ميتْ، وأحْببْ منْ شئتَ فإنك مُفـَارقه، واعملْ مَا شئتَ فإنك مَجزيٌ به، واعلمْ أنَّ شرفَ المُؤمن قيامُه بالليل، وعِزُّه استغناؤه عنٍ النـّاس).
فَلا بدَّ من الفـِرَاق و لكنَّ فرَاق الأبطال و العُظماء عـَزيز ، و لا مفر منَ الموت و لكنّ الشّهادَة حَياة وَ سَعَادة، وَ لا يـُلـَقـّاها إلا أهل الاصطفاء و الريَادة .
مَوتُ الشّهيد حَيَاته و حَيَاتنا ** فِي لـَهونـَا الفتـّاك عنوَانُ الرَّدى
فحسبُ الشيخين رحمهمَا الله شرَفـًا و عـِزّةً أنهمَا ترَكـَا أعمَالا قدْ فاقتْ أعمَارا، مسيرة حافلة بالجهاد و العلم و التربية، و ترَكا ميراثا ثقيلا : دولة إسلامية فتية و معهَا رجـَال أمناء أياديهم طـَاهرة نقية ، يتحَمَّلون بعدهُمَا عِبء الدولة الإسلامية .
لقد حَملا الشيخان الأمانة و حفظاها و نصَحَا للأمة و أرشدَاهَا حتى لقيا الله تعالىَ مقبلان غيرَ مدبرين ، حَاملان رُوحَاهُما فوق كـَفّـيهـِما إعلاءً لكلمة الله و نصرةً لدين الله ، فتقبل الله شهادتهما و جزاهما الله عن الإسلام و المسلمين خير ما يجازى به أهل الخير.
وَإلى جنود الدولة الأشاوس الأوفياء نقول : عليكم بالصّبر الجميل علىَ المُصَاب الجليل فمُصابكم أكبرُ و أعظم منْ مُصَابنا ، و لكنه تواصٍ بالصبر الذي هو كَمال العقل و زينته.
و تمعنوا في قول الله تعالى:
{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ? وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ?146? وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ?147? فَآتَاهُمُ اللَّـهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ? وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ?148?[آل عمران]
((وعَنْ أبِي يحيَى صُهَيب بن سِنان رضيَ الله عنهُ قال: قالَ رَسُول الله صَلّى الله عليه وسَلـَم عَجَبـًا لأمْرِ المُؤمِن إنَّ أمرَه كلهُ لـَهُ خيرٌ وليسَ ذلكَ لأحد إلا للمُؤمِن إنْ أصابته سرَّاءُ شَكَرَ فكانَ خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكـَانَ خيراً له )) رواه مسلم .
و إن أمّة الإسلام لتنظرُ إليكمْ نظرَةَ الأمَل القادِم و الفجر الباسِم ،فالزموا طاعة أمرائكم و دُونكم توجيهاتُ الشيخين و كلماتهُمَا فافقهوهـَا و اعمَلُوا بِهَا و سِيروا علَى طريقهمَا و مُوتـُوا علىَ ما مَـاتَا عَليه ، واحفظوا للدّولة بُنيـَانها و صُونـُوا رَايَتـَها و كُونُوا كَمـَا وصفَ الله نبيه مَحمدا صلى الله عليه و سلم وَ صَحبه { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ? وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا}[الفتح:29]
و إلىَ القادة و الأمرَاء في جَميع جبهاتِ الجِهاد فـِي خُرَاسان و بَاكستان و الصُّومال و جَزيرة العرَب و القوقـَاز و المَغرب الإسلامي و الشـَام و أرض الربـَاط و أندونيسا و كـَشمير و الفلبين ، نهيبُ بكم يا تيجانَ الرّؤوس أن تُعلونها غـَزوة ثأر عـَلىَ بنِي الأصفـَر وَ بنِي الأحْمَر و بنِي الأسمَر لا تُبقي و لا تذرْ.
أما أنتم يا أعدَاء الله في بلاد الرافدين فلنْ نزيدَ على ما قال لكم الشيخ أبو الوليد المشهداني :
أبشروا والله بما يسوؤكم أيّها الجبناء، فلن يدوم فرحكم أيها الأنجاس المناكير طويلاً، ولئن قدّر الله أن يُقتل الشيخان في هذا الوقت بالذّات، فإنهما تركا جيلاً فريداً تربّى على أعينهما، ودونكم منهم أياماً تشيبُ لها مفارقُ ولدانِكم، وتذكّروا دائماً أنّ الرّحم التي ولدت خطّاباً وشاملاً، والمصريّ واللّيبي، والعييريّ، وأبا البراء الجزائريّ وأبا النّور المقدسيّ، والزرقاويّ، وغيرهم من الأبطال لا زالت حُبلى بأمثالهم، فقد أخرجت الأرض بركاتها، وأطلقت الأمّة المرحومة فلذات أكبادها، رخيصة في سبيل الله، إعلاءً لكلمته ونُصرة لدينه، فالحرب لا زالت سجالاً، والعاقبة للمتّقين : {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}[آل عمران: 140-141].
رَبّـنـَا أفـْرِغ علـَيـْنـَا صَبْرَا و ثبتْ أقدَامـَنـَا وَ انصُرْنـَا عـَلىَ القوم الكَافـِرينْ
والله أكبر
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }
الاثنين 12 جمادى الأولى1431 هـ
26-04-2010

 

 

 كتائب عبد الله عزام
بيان في استشهاد الأمير المسدد والقائد المحنك
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ مصرِّفِ الأقدارِ، مقدِّرِ الأعمارِ، الذي يصطفي للشهادةِ مَن يشاءُ ويختارُ، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّه المختارِ، وعلى آلِه الأطهارِ، وصحبِه الأبرارِ، أما بعد:
فيتقدَّمُ إلى أمةِ الإسلامِ أبناؤها في كتائب عبدالله عزام بالعزاءِ في شهيدينِ مِن ساداتِ الـجهادِ، أصيبتِ الأمةُ بمقتلهما شهيدين -كما نحسب - في معركةٍ أبليا فيها أحسنَ البلاءِ؛ فخُتِمَ لهما بما عاشا عليهِ: بالعزةِ والإباءِ، وبالنكايةِ في الأعداءِ، فماتا ميتةَ شرفٍ يتمنَّاها كلُّ حُرٍّ أبيٍّ؛ فكيف بالمسلمِ التقيِّ؟
فرحم اللهُ الأميرَ المسدَّدَ أبا عمرَ البغداديَّ، والقائدَ المحنَّكَ أبا حمزةَ المهاجرَ، وتقبَّلهما في الشهداءِ. وإنَّا لنشهدُ أنَّهما وإخوانَهما المجاهدين كانوا سيفًا سلَّطه اللهُ على الصليبيينَ فمزَّقَ مشروعَهم في المنطقةِ كلَّ مُمَزَّقٍ، وردَّ كيدَهم ومكرَهم إلى هباء منثور، والآتي بعونِ اللهِ للكفارِ ويلٌ وثبورٌ، وجهادُ إخوانًنا للصليبين بإذنِ اللهِ منصورٌ؛ فتربَّصوا إنَّا معكم متربِّصون.
وإنَّا على يقينٍ بأنَّ الجهادَ لا يضرُّه فقدُ أشرافُ الرجال، فقد قال ذو العزة والجلال "إنَّك ميتٌ وإنَّهم ميِّتون" ؛ وماتَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وارتدت أحياءٌ مِن العربِ، وتحزَّبت الروم، فثبَّت اللهُ رِجال الإسلامِ، وحفظَ بهم الدين، فلم تمضِ سُنيَّاتٌ إلا وقد فتح اللهُ للمجاهدين بلادَ فارس والروم، وأذلَّ الله لهم رقابَ الطواغيتِ، وأورثهم ملكهم وبلادهم.
فالدينُ يا أهلَ الإسلامِ منصورٌ محفوظٌ بنصرِ اللهِ وحفظِه، وذلك صادقُ وعدِه، وصريحُ خبرِه؛ وليس أهلُ الجهادِ إلا أسبابً ا يُهيِّؤها اللهُ لعلوِّ الإسلامِ ورفعتِه، وسناءِ لوائه؛ تشريفًا لهم؛ وليتخذ منهم شهداء، وليبلوَ بهم الكفارَ، ويخزيَهم بأيديهم.
فأبشروا بنصرِ اللهِ وتمكينِه؛ ولئن ذهب مِنَّا أشرافٌ وأبطالٌ؛ فنحسبهم قد مضوا إلى مطلوبِهم، وسَموا إلى ما أعدَّه الله لهم من الدرجاتِ، وقد أبقى اللهُ لأهلِ الكفرِ مَن يقومُ مقامَ السالفين، دعوةً وجهادًا ونكايةً بأعداءِ اللهِ.
وإنَّنا في كتائب عبدالله عزام لنعاهدُ اللهَ أنَّنا آخذون بثأرهِم بعونِ اللهِ، بثباتِنا في دربِنا، ورشادِنا في جهادِنا، وسعيِنا إلى التنكيلِ بيهود وحلفائهم بما آتانا اللهُ مِن قوَّةٍ لا ندِّخرُ شيئًا؛ هذا إتمامًا لعملِ إخوانِنا في سائرِ الثغورِ وإكمالاً لجهودِهم في ثغرِنا الذي نحن فيه، وإلا فإنَّ شهداءنا أنفسَهم قد سبقوا واستوفوا ثأرَهم مِن أعداءِ اللهِ في حياتِهم الدنيويةِ بما فعلوه في الصليبيين والمرتدين مِن أفاعيل، وما أوقعه الله مِن عذابٍ بأعدائه بأيدي هؤلاءِ الأبطالِ؛ شهيدينا ومَن مضى معَهم، ومَن سبقهم إلى لقاءِ اللهِ.
فنبشِّرُ الأحزابَ بما يسوؤهم ويخزيهم ويُظهِرنا بحولِ اللهِ عليهم. واللهً غالبٌ على أمرِه.
?وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ?
كتائب عبدالله عزام
13 / 5 / 1431هـ
27 / 4 / 2010 م
 

 
 
القوى الجهادية ببلاد المغرب الأسلامي
بيان بخصوص استشهاد الأميرين:البغدادي و المهاجر

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ،سيد المرسلين و إمام المجاهدين ،و على آله و صحابته الطاهرين، أمّا بعد:
قال تعالى:?وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ? (آل عمران:169) و قال تعالى: ? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ?.(الأحزاب:23) أمتنا الحبيبة المسلمة:
ننعى إليك اليوم بطلين من أبطالك و فارسين من فرسانك:الشيخين القائدين المجاهدين أبا عمر البغدادي و أبا حمزة المهاجر الذين قتلا مقبلين غير مدبرين،يناجزان الصليبيين و المرتدين، و ينصران المستضعفين ،و يذودان بنفسيهما عن الملّة و الدّين،...فنسأل الله أن يتقبّلهما في الشهداء و يرزقهما الفردوس الأعلى و يجمعهما مع الأحبة محمدٍ و صحبه.
و إنّ مصابنا لجلل ..وإن القلب ليحزن و إن العين لتدمع و لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنّا لله و إنّا إليه راجعون.. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها.
إلى إخواننا في دولة العراق الإسلامية نصرهم الله و سدد رميهم:
إننا قبل أن نُعزِّيكم فإننا نعزِّي أنفسنا أوّلا، فللشيخين مكانة خاصة في القلوب و على مثل الشيخين فلتبك البواكي ...فلقد كانا غُصّة في حلوق المنافقين و الأعداء ،و بلسما شافيا على قلب كل مؤمن صادق يحب الله و رسوله،فعظّم الله أجركم و أجرنا، و أجزل مثوبتكم و مثوبتنا، وأحسن الله عزاءكم و عزاءنا ،و أبشروا إخوة الجهاد فإن قتل قادتنا في ميادين العز و الشرف،و استشهادهم و هم يتقدمون الصفوف لهو علامة على صحة الطريق و سلامة المنهج ...فالصبر الصبر... و الثبات الثبات...و على درب الشيخين فلتمض خطاكم و لتتقدم صفوفكم... أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.
إلى إخواننا المجاهدين في العراق عامة و بالأخص إخواننا في جماعة أنصار الإسلام حفظهم الله:
نغتنم هذه الفرصة لنذكركم بوجوب توحدكم مع إخوانكم في دولة العراق الإسلامية فهو خير عزاء تقدمونه لهم و خير خطوة تغيضون بها أعداء الدين و الملة...فحتّى متى أيها الأحبة نتأخر عن امتثال أمر الله و نحن نرى الأعداء يتحزبون و يتحالفون ضدنا على اختلاف أديانهم و مناهجهم، و حتّى متى نتعذّر و نُبرِّر لأنفسنا تأخرنا عن هذا الواجب الذي تنتظره قلوب الصادقين بشغف،فالله الله في جهادكم و الله الله في وحدة الصف، قال تعالى:? إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ?.
إلى الصليبيين و المرتدين و المنافقين:
فلتفرحوا قليلا و ستبكون كثيرا بإذن الله،ذلك بأن دماء قادتنا و شهدائنا هو وقود معركتنا و هو النور الذي يضيء مسيرتنا ...فأبشروا بما يسوؤكم و تيقنوا أنّ أبا عمر البغدادي و أبا حمزة المهاجر رحمهما الله قد تركا لكم ما يؤرقكم و يُقضّ مضاجعكم:أسود لا تنام على الضيم و كماة قد تربوا على أعينهما،فكلهم أبو عمر البغدادي،و كلهم أبو حمزة المهاجر و حالهم كما قال الشاعر:
وأسيافنا في كل شرق و مــغرب بها من قـراع الدارعين فُـلول
وأيامـنا مشـــهورة في عدونا لها غُـرر معلــومة و حُــجـول
وما قلّ من كانت بقاياه مثلنا شبــاب تسامى للعلا وكُــهول
وما مات منّا ميت في فــراشه ولا طـلّ منا حيث كان قـتــيل
تسيل على حد الظبات نفوسنا وليست على غير السيوف تسيل
إذا سيّــد منا خـلا قام سيّــد قــؤول لما قال الكــرام فَــعُـول
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

‏الثلاثاء‏، 12‏ جمادى الأولى‏، 1431هـ الموافق ل:‏27‏/04‏/2010م
 

 

مسك الختام للقادة الأعلام
تعزية في استشهاد أسدي الرافدين
 

مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا {الأحزاب:23}
الحمد لله الحي القيوم الباقي, القائل في كتابه: [ كل شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهه ], والصلاة والسلام على رسوله الكريم الهادي, الذي ما مات إلا وقد أكمل أجله, وعلى صحبه والتابعين والآلِ, ومن سار على درب نبينا واقتفى أثره؛ وبعد…
اللهم إن الأمر أمرك, والحكم حكمك, والقضاء قضاؤك, ولا نقول إلا ما يرضيك عنا: بقلوب راضية بقضاء الله وقدره, وبنفوس كلها أملٌ في وعد الله المرتقب عقب كل بلوى, نعزي أنفسنا والمسلمين أجمعين, محتسبين عند الله عز وجل فارسين من فوارس الإسلام, وتاجين من تيجان الرؤوس:
الأمير الشيخ أبا عمر القريشي البغدادي
ووزير الحرب الشيخ أبا حمزة المهاجر
اللذين حملا لواء العقيدة, ونصر الله بهما الدين, وأخزى الله على يديهما الكفار والمرتدين, فرحمكما الله يا أسود النزال, وتقبلكما في أعلى عليين, ورزقكما الفردوس الأعلى بإذنه تعالى, فأي فضل بعد هذا يروم المؤمن الصادق؟! وهل غير الشهادة في زمن الغربة الذي نعيشه؟! حين تكالبت على الأمة كل ملل الكفر والردة والنفاق, وانفردت تلك الثلة الصادقة بحمل لواء العقيدة, فحسمت أمرها بأن تسير على درب رسولها, فحمل الأبطال أكفانهم وخاضوا غمار الملاحم, مستبشرين بإحدى الحسنيين, فما بالنا وما يضيرنا إن عجل الله للصادقين منا بالشهادة في سبيله.
والله إن عزاءنا فيهم أنهما قد نالا بإذن الله تلك الدرجة التي تمناها رسولنا صلى الله عليه وسلم, وتركا خلفهما سيرة عطرة ملؤها نار على أعداء الله, ونور للسالكين درب الجهاد, وما رحيلهما إلاّ حلقة جديدة من حلقات الجهاد, ودائرة من دوائر النزال بين فسطاطي الإيمان والكفر, وكما كانا خير خلف لأمير الاستشهاديين أبي مصعب الزرقاوي رحمه الله, فنحن بانتظار كوكبة جديدة من أسود الرافدين, تقود ركب المجاهدين على ذات العقيدة والنهج, إلى طريق الجنة المعبد بأشلاء الموحدين, والمروي بدماء المجاهدين الصادقين.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
اللهم اغفر للشيخين وارحمهما
اللهم ارزقهما الفردوس الأعلى
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها
اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب، اهزم اليهود والصليبيين ومن حالفهم من المرتدين.
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين.
اللهم دمّرهم وزلزلهم.
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا، اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل.
والله أكبر
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }
جماعة التوحيد والجهاد - بيت المقدس
الأحد 10 جماد الأول 1431
25 أبريل 2010
 

تعزيةٌ وتسليةٌ ووعدٌ ووعيدٌ
للشيخ عبد العزيز بن شاكر الرافعي حفظه الله
 

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون.
هذه تعزيةٌ وتسليةٌ ووعدٌ ووعيدٌ.
عزاءً لأمةِ الإسلامِ كلِّها وللمجاهدين في دولةِ العِراقِ الإسلاميةِ خاصةً، في مقتلِ الشيخين أبي عمرَ البغداديِّ وأبي حمزةَ المهاجرِ تقبَّلهما الله في الشهداءِ وغفر لهما، وأقام مقامَهما من هو خيرٌ مِنهما وأشدُّ على الكافرين. وفي الصحيحين عن أنس -رضي الله عنه- أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ العينَ تدمعُ، وإنَّ القلبَ يحزنُ، ولا نقول إلا ما يرضى ربُّنا، وإنا بفراقِك -يا إبراهيم- لمحزونون) ، فلا تثريبَ مِن حزنٍ يحلُّ في القلبِ، ويُدمِعُ العينَ، ولا يوقِعُ فيما يَسخَطُ الربُّ -جلَّ وعلا- مِن الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ؛ فأيُّما حزن أورث صاحبَه يأسًا وقنوطًا وسوءَ ظنٍّ باللهِ، أو حملَه على التفريطِ في الواجباتِ مِن مدافعةٍ لأعداءِ اللهِ في ثغرِه الذي هو فيه؛ فإنَّه حزنٌ مذمومٌ؛ قد فارقَه الصبرُ الواجبُ على قدرِ اللهِ، الذي هو جزءٌ مِن الإيمانِ بالقدرِ خيرِه وشرِّه، قال تعالى: {... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ، وإنَّما يجتمعُ الصبرُ في قلبٍ واحدٍ مع الحزنِ الجِبِلِّيِّ؛ فلا يقعُ مِنه يتنافى مع الإيمانِ والتسليمِ بقضاءِ الله تعالى. وقد قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} ، وروى مسلمٌ عن صهيب بن سنان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عجَبًا لأمرِ المؤمِنِ؛ إنَّ أمرَه كلَّه له خيرٌ -وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمِنِ- إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ؛ فكان خيرًا له، وإنْ أصابتْه ضرَّاءُ صَبَرَ؛ فكان خَيرًا له) ؛ فحسنُ الظنِّ باللهِ، واليقينُ بأنَّ مآلَ الضراءِ -مع الصبرِ- الخيرُ؛ وأنَّ الابتلاءَ خيرٌ في الدارينِ لمَن صبرَ والتزم بأمرِ اللهِ، وأنَّ النصرَ مع الصبرِ، وأنَّ العاقبةَ للمتقين، والنصرَ للمؤمنين؛ من أعظمِ الفقهِ في الدين، وأرفعِ درجاتِ الإيمانِ، وأعلى مقاماتِ التوحيدِ.
قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} ، وقال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ، هذا وعدُه لمن أطاعَه واتَّقاه، واهتدى -متوكِّلاً عليه- بهُدى الكتابِ العزيزِ، وهو وعدٌ لا يتخلَّفُ ، غيرَ أنَّه معلَّقٌ بوصفِ الإيمانِ ؛ وهو العلمُ باللهِ وأمرِه، والعملُ بمقتضى ذلك؛ وهو في المقامِ الذي نحنُ فيه الثباتُ على دينِ اللهِ، وطاعةُ أمرِه في المؤمنين رحمةً وولاءً، وفي الكافرين شِدَّةً وعداءً؛ فاثبتوا يا جُندَ اللهِ حيثُ كنتم، وأروا اللهَ صبرَكم بإحسانِ عملِكم، وأروه قصدَكم وجهَه الكريمَ بالثباتِ على ما أنتم فيه؛ فمَن كان يعملُ لغيرِ الله؛ فإنَّ كلَّ مَن عليها فانٍ، ومَن كان يعملُ لله؛ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ؛ يرى أعمالَكم، ويطّلع على قلوبِكم.
وإنَّ الجهادَ ماضٍ وإن ذَهَبَ بعضُ أهلِه اصطفاءً بشهادةٍ أو ابتلاءً بأسرٍ أو انتكاسًا بردةٍ؛ فلا تزال طائفةٌ من أمةِ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- يقاتلون على الحقِّ ظاهرين، يذهبُ أقوامٌ فيخلفهم أقوام، وذلك مِن فضلِ الله وحفظِه لدينِه.
فصبرًا أهلَ الجهادِ؛ فإنَّما هو بيعُ النفوسِ للهِ؛ واللهُ يقبضُها متى شاءَ، ويُعطِيكُم عِوَضَها في الآخرةِ؛ {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .
وأبشرُوا بتحقُّقِ النصرِ على الكافرين بأيديكم بإذن الله تعالى ؛ قال الله تعالى: {... وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ *سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} ، قال ابنُ جريرٍ [في تفسيرِه 22/158] : (ولو يشاءُ ربُّكم، ويريدُ؛ لانتَصَرَ مِن هؤلاءِ المشركين الذين بيَّنَ هذا الحكمَ فيهم، بعقوبةٍ مِنه لهُم عاجلةٍ، وكفاكم ذلك كلَّه، ولكنَّه -تعالى ذِكرُه- كَرِهَ الانتصارَ مِنهُم، وعقوبتَهم عاجِلاً إلا بأيدِيكم أيُّها المؤمنون {لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ } يقول: ليختبرَكم بِهِم؛ فيعلمَ المجاهدين مِنكُم والصابرين، ويبلوَهم بكم؛ فيعاقِبَ بأيديكم مَن شاءَ مِنهم، ويتعظَ مَن شاءَ مِنهُم بمن أهَلَكَ بأيدِيكُِم) اهـ.
ونحسبُ أنَّ قتلَ أمرائكم علامةُ صدقٍ وثباتٍ على الدين، ودليلٌ على شدةِ نكايتِهم بالكافرين؛ وهذا إمامُهم محمد -صلى الله عليه وسلم- اشتدَّ طلبُ الكافرين له ، وعظم مكرُهم به، قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} ؛ وهم كذلك؛ اشتدَّ طلبُ أهلِ الكفرِ لهم؛ لمَّا علموا أنَّهم لا يميلون إليهم رغبةً فيقولوا: {سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} ، ولا يميلون إليهم رهبةً فيقولوا: {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} ؛ ولو شاؤوا لكانوا كغيرِهم ممن يروحُ ويغدو في سلطانِ أعداءِ اللهِ تحت أعيِنِهم إذ عليها صُنِعَ، واستقامَ في نظامِهم؛ ثمَّ تراهُ يذهبُ إلى صحةِ سياستِه بحجةِ سلفِه: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا}.
وأنَّى أن يكونَ أمراؤكم كأولئك وقد آمنوا بقولِ اللهِ تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} وأنَّى أن يكونوا كذلك؛ وقد توعَّد الله الكافرين بأنَّ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} .
وليبشِرْ أعداءُ اللهِ بالسوءِ؛ فإنَّنا أمةٌ تحيى بقتلِ ساداتِها، وتُعلي تضحياتُهم هِمَّتَها، وتغسلُ دماؤهم رانَ قلوبِها، وقد قال تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} ؛ فالصبرُ في القعودِ لكم والتربُّصِ بِكُم، والتقوى في قتالِكم والنكايةِ فيكُم، ووعدُ اللهِ لنا خِزْيُكم في الدنيا والآخرةِ، وثباتُنا باليقينِ بصدقِ وعدِ الله الذي نقرؤه في كتابِه؛ فليس يهزُّنا مقتلُ أحدٍ أو أسرُه أو ارتدادُه؛ وإنما أولئك أولياؤكم الذين يعبدون الله على حرفٍ، وفي كتابِ اللهِ خَبَرُهم، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} ؛ وقد أعيى المعمعاتِ أن تُفهِمَكم الفرقَ بين مَن يبتغون الموتَ مظانَّه، وأولئك الذين هم أحرص الناسِ على حياةٍ؛ ذلك بأنَّكم قد طًبِعَ على قلوبِكم؛ فلستم تفقهون. فانظُروا؛ ولتَرَوُنَّ ما يصنعُ جندُ اللهِ بكم!
هذا؛ وإنَّ في هذه المصيبةِ لعِبَرًا يُطلَبُ فِقهُها، ويحسنُ الوقوفُ عِندَها وتدارسُها، غيرَ أنَّ لهذا مقامًا آخرَ تكونُ النفوسُ فيه مُهيَّأةً للنظرِ والاعتبارِ.
اللهمَّ تقبَّل عبديك أبا عمرَ البغداديَّ وأبا حمزةَ المهاجرَ في الشهداءِ، واغفرْ لهما، وارحمهما، ولا تفتنَّا بعدَهما، وأبدِلْ أمةَ الإسلامِ خيرًا مِنهما، وعجِّل بنصرِك الذي وعدتَ؛ فإننا به موقنون.
اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّك محمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
جمادى الأولى‏1431هـ ـ آيار 2010 م
 

أصدر القسم الأعلامي لتنظيم "فتح الإسلام" كلمة صوتية لأميره الشيخ المجاهد أبي محمد عوض حفظه الله تحت عنوان "رثاء الأبطال" عن مقتل الأميرين أبي عمر البغدادي أمير دولة العراق الأسلامية أدامها الله ووزيره أبي حمزة المهاجر تقبلهما الله
 

بَيَانٌ مِنْ مَرْكَزِ الفَجْرِ للإعْلَامِ
بشأن استشهاد الأمير البغدادي ووزير حربه المهاجر
** وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًابَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوابِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَايُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }
بقلوبٍ ملؤُها التسليمُ بقضاءِ الله تلقينا نبأَ استشهادِ أميرِ دولةِ العراقِ الإسلاميةِ الشيخِ أبي عُمَرَ البغداديّ ووزيرِه الأوّلِ ووزيرِ حربِه الشيخِ أبي حمزةَ المهاجرِ وثلةٍ كريمةٍ من فرسانِ الدولةِ رحمَهم اللهُ جميعاً، وإننا مع حبِّنا لبقائهما حيَّين يقودان قافلةَ الجهادِ إلا أنّه أثلجَ صدورَنا أنهما مَا ارتقيا إلا بعد طُولِ جهادٍ وشدّةِ نكايةٍ وإثخانٍ في العدو، وأنه لو لم يكُن في صفحةِ أعمالِ الشّيخين إلا غزواتُ الأسيرِ لكفاهما مناقباً فكيف بتحريرِ الأسارى في بادوش و أبي غريب وغيرهما, بل كيف بالعملياتِ المتواليةِ والضرباتِ المتتاليةِ على جيوشِ الغُزاةِ وأذنابِهم المرتدين، وهنيئاً لمن يلقى اللهَ وفي ميزانِه للإسلامِ دولةٌ.
يا رِجالَ الدولةِ الأماجد إنما نذكركم بموعظةِ سيفِ اللهِ المسلولِ خالد بن الوليد -رضي الله تعالى عنه- يوم وقف في جنده فقال : (يا أهلَ الإسلامِ إن الصبر عِزٌّ، وإن الفشل عجزٌ، وإن مع الصبرِ تنصرون، فإن الصابرين هم الأعلون، وإنه إلى الفشل ما يحور المبطل الضعيف، وإن المحق لا يفشل، يعلمُ أن الله معه وأنه عن حرم الله يذبُّ، وعنه يقاتل، وأنه إذا قدم على الله أكرم منزلته، وشكر سعيه؛ إنه شاكرٌ يحب الشاكرين) ، فاصبروا تُعزون وتُنصرون, وأحسنوا الظنّ بربكم أن أمراءكم قدموا عليه تشيّعهم دعواتُ المسلمين أن يتقبلهم الله بقبول حَسَن فلقد بذلوا أنفسهم في سبيله ولإعلاء كلمته وجادوا بأرواحهم غيرةً وحميةً على أمّةِ الإسلام.
سيرُوا على دربِ أمرائكم وتقفوا آثارَهم فإنما كانوا رحمةً على المؤمنين وعذاباً على الكافرين، واحرصُوا على بنيانِ دولتِكم لا يجترئ عليه السُّفهاء وما أكثرهم! ، وكونوا في حرصِكم على الجماعةِ والوحدةِ كحرصِ قادتِكم؛ فإنهم كانوا بمنزلة الأبِ الحاني والناصح المشفق، ما تركوا سبيلاً للوحدة ولم الشَّمل إلا طرقوه ولا وسيلةً لكسبِ قلوبِ المتمنعين إلا جرّبوها، فنسألُ اللهَ أن يجعل دماءهم الطاهرة غسلاً لما في صدور إخوانهم وأن تكون سبباً في توحدهم.
ورسالةٌ إلى المترددين والذين في قلوبهم ريب من المشايخِ والدُّعاةِ الذين ناصبوا الدولةَ ورجالَها العداءَ: أما آن لكم أن تُراجعوا مواقفَكم وكلماتِكم في حقِّ الدولةِ ورجالِها ؟! ، أما آن لكم أن تنطقوا في الدولةِ بكلمةِ حقٍّ تنصفونها بها من أنفسكم وعدوكم ؟! ها قدر رأيتم كيف يتعقبُ العدوُّ رجالَ الدولةِ وقادتها ويحرصُ على قتلهم وقتالهم، ويطيرون فرحاً - لا هنّأهم الله- بأي أذى يصيب قائداً من قادتها مع كثرة الجماعات ومقاتليها، أليس في هذا دليل على أن النكايةَ الحقيقيةَ هي التي تقومُ بها الدولة وأنها أكبر مهددٍ لوجودِ المحتل الصليبي وأعوانه المرتدين ؟.
ثم إننا نحبُّ أن نؤكدَ على ما ذُكر في بيانِ وزارةِ الهيئاتِ الشرعيةِ، من أن العدوَّ الكافرَ لم يستطع صبراً على منازلة أبطال الدولة وإنما لجؤوا للقصفِ عبر الطائراتِ بعدما أثخنتهم الجراحة وأعيتهم الحيلة، وأن جلّ ما نُشِرَ في إعلام العدو من تفاصيل إنما هو كذبٌ محضٌ يحاولون به سترَ خسائرهم وفشلهم الذريع، وأن وقائعَ المعركةِ لتفرحُ قلبَ كل صادقٍ أن الشيخين ومن رافقهما قد أبلوا البلاءَ الحسَنَ وفضّلوا القتلَ والشهادةَ على ذلّ الأسرِ والهوانِ في سجونِ الكافرين.
إننا لا نقول طُوِيَتْ صفحةُ الشيخين، بل نقول فُتِحَتْ صفحةٌ جديدةٌ من صفحاتِ تاريخ أمتنا المسلمةِ ليتقدم فيها للقيادة رجالٌ استجنوا برحم الغيب، وأن مدادَ الصفحاتِ القادمةِ ليُكتب بدماءِ الشّرفاءِ الأطهارِ الذين لم يلفتهم عن جهادهم ريال ولا دولار, والذين صبروا على اللأواءِ وشدّة الحربِ حتى كانت خاتمتُهم شهادةً كما نحسبهم والله حسيبهم.
وختاماً نجددُ التحريضَ على جهادِ الأعداءِ وإذكاءِ الحميّة لقتالِ المحتلين، ونحرّضُ على النفير إلى ساحات الوغى وبذل المال للمجاهدين في سبيل الله، وأنه لولا الله ثم رجال مثلَ أبي عمرَ وأبي حمزةَ والزرقاويّ وخطاب وغيرهم لاستباحَ أهلُ الكفر ديارَ الإسلام ولرفعوا الصُّلبان على المآذن، فيا أمة الإسلام انفضي عنكِ غبارَ الذلّ فأنتِ عزيزةٌ بإيمانك عزيزةٌ بجهادك.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
إخوانكم في مركز الفجر
جمادى الأولى 1431 هـ ـ نيسان 2010 م
 
ثأرا لدماء شهيدينا البطلين بإذن الله، الشيخُ القائد "أبو عمر البغدادي" و وزيره الضرغام "أبو حمزة "
عملية استشهادية مزلزلة على قاعدة عسكرية للقوات الصليبية في ولاية بنادر الإسلامية "مقديشو"
 
a1 
 

blurredb

 
نفذت كتيبة الاستشهاديين التابعة لحركة الشباب المجاهدين - بفضل الله - يوم ‏الثلاثاء‏ 13‏ جمادى الأولى‏ 1431 هـ الموافق لـ 27 نيسان 2010 ، عملية استشهادية على قاعدة عسكرية كانت تُعِدها القوات الصليبية لتجعل منها مقرا لها في حي "شبس" في ولاية بنادر الإسلامية "مقديشو" .
نفذ العملية فارسان مقدامان من أبطال كتيبة الاستشهاديين كانا يقودان شاحنة كبيرة محملة بالمواد المتفجرة فانغمسا بها في صفوف الصليبيين بكل عزم و يقين مما اسفر عن قتل 15 صليبياً و جرح عدد آخر و يرجح أن تكون حصيلة القتلى أكثر بكثير بفضل الله و منه هذا وقد عقد المتحدث باسم حركة الشباب المجاهدين الشيخ "علي محمود راجي" حفظه الله، مؤتمرا صحفيا في "مقديشو"قال فيه أن هذه العملية جاءت ثأرا لدماء شهيدينا البطلين بإذن الله، الشيخُ القائد "أبو عمر البغدادي" و وزيره الضرغام "أبو حمزة المهاجر" و من معهما من جند الله الأشاوس تقبلهم الله
 

 

بيان من القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين
:: دَوْلـَةُ العـِرَاق الإسـْلامِيـَة بـَاقـِيَة ::

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه العزيز :** مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ? فَمِنْهُم مَّن قَضَى? نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ? وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } و القائل : {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ? } و الصلاة و السلام على نبينا الكريم القائل : (( لوَدِدتُ أنِّي أقتلُ في سَبيلِ الله ثُمّ أحيا ثمَ أقتَلُ ثُمّ أحيا ثمَ أقتَلُ)) و على آله و صحبه و من اهتدى بهديه و استن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد :
يقول الله عز و جل : ** وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ? بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـ?كِن لَّا تَشْعُرُونَ ?154? وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ? وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ?155? الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ?156? أُولَـ?ئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ? وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ?157?}
ببالغ الأسى و الحزن بلغنا خبر استشهاد بطلين من أبطال هذه الأمة و فارسين من فرسانها، أمير المؤمنين الشيخ الهمام "أبي عمر البغدادي القرشي " و وزير حربه المقدام الجسور "أبي حمزة المهاجر" تقبلهما الله في فسيح جناته و رضي عنهما رضاً لا سخط بعده.
نعم نحزن على رحيلهما كيف لا و قد تعلمنا منهما دروسا في العزة و الإباء، في الشجاعة و الإقدام و في الصبر و الثبات، بل ما علمنا عنهما إلا كرام الفعال و خيار الخصال و نبل الأخلاق و الصفات. كانا نعم القادة، أعزا دين الله و نصرا الموحدين و ذادا عن حياض الشريعة ، حكما بميزان العدل و تكلما بكلمة الحق و قاتلا أعداء الله فأقضا مضاجعهم و قطعا أوصالهم و دمرا خططهم و خيبا آمالهم، لقد حملا هم الأمة فما هدأ لهما بال حتى ارتوت الأرض بدمائهما الزكية، و لأن هذا الطريق مصيره إما النصر و الظفر، و إما الشهادة و الجنة و كلاهما فوز، قال الله عز و جل: ** قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ? وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّـهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ? فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ }.
كان لزاما علينا أن نفرح و نستبشر بخير خاتمة لهما (نحسبهما و الله حسيبهما) شهادة في سبيل الله و يا لها من خاتمة ، بينما عدوهم لا يريد إلا الحياة الدنيا، و هو حريص على هذه الحياة التي لا أمل له وراءها و لا حياة له بعدها و لا حياة له سواها و تبقى العاقبة للمجاهدين في سبيل الله مهما صعب الطريق و طال ، فأبشري أمة الإسلام فما إن يقتل قائد من قادة الأمة الأخيار إلا و أحيا الله به قلوبا كثيرة و جعل من النصر شيئا قريبا.
و إننا هنا في الصومال إذ نبعث هذه الرسالة تعزية للأمة الإسلامية التي حق لها العزاء، فالمصاب عظيم و الخطب جلل ولا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا لعلى فراقكما لمحزونون، و إننا رغم كل شيء نبقى على يقين أن دولة العراق الإسلامية لن تتزحزح أركانها و لن تتأثر بفقد قيادتها بل ستظل باقية باقية بإذن الواحد الأحد.
فيا جنود دولة العراق الإسلامية، الثبات الثبات و الهمة الهمة و الشدة الشدة، و استمروا في جهادكم و قتالكم من غير كلل و لا ملل ولا تقصير ، فإنها روح واحدة و طوبى لمن باعها في سبيل الله.
ليعلم المسلمون أن الله تعالى بحكمته البالغة يمتحن عباده المؤمنين و يبتليهم بأهل الكفر و النفاق ليظهر بذلك صدق المؤمنين في إيمانهم و ترفع درجاتهم و إلا فهو سبحانه و تعالى قادر على أن ينتقم من الكفار فيهلكهم عن آخرهم في لحظة و احدة، قال جل و علا:** وَلَوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـ?كِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ? وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ?4? سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ?5? وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ?6? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ?7? وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ?8? ذَ?لِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ?9?}.
كما نوصي أهل السنة في العراق بأن يحتسبوا الشهيدين عند الله سبحانه و تعالى، و أن يوحدوا صفوفهم تحت راية هذه الدولة المباركة و أن يعلنوا البيعة لمن يختاره المجاهدون خلفا للشيخ أبي عمر البغدادي ( تقبله الله)، نوصيهم أن يلتفوا حول هذه الراية إغاظة لأعداء الله عموما و للرافضة المجوس خصوصا.
إن أبا عمر البغدادي و أبا حمزة المهاجر كانا في طليعة أهل السنة في العراق يقاتلان و يذودان عنهم ، فالله الله ، إياكم أن تنقضوا البيعة و إياكم أن يرى الرافضة منكم ما يسرهم.
إن ما خفف علينا المصاب الذي حل بنا بفقد شهيدينا تقبلهما الله، و جعلنا نشعر بطمأنينة و سرور هو ما أعلنه الإخوة في دولة العراق الإسلامية من بشريات انضمام المزيد من الجماعات الجهادية إلى صفوف الدولة و في مقدمتهم جيش أبي بكر السلفي ، نسأل الله سبحانه و تعالى أن يبارك في هذه الوحدة و أن يجمع شمل المجاهدين في العراق تحت راية واحدة و أن تكتمل البشرى بانضمام باقي الجماعات.
و ليعلم أعداء الله ، أننا ماضون على درب الجهاد إلى أن يظهر الله دينه أو نهلك دونه، و سيعلمون لمن عقبى الدار.
و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.
حــركة الشــبــاب المجــاهديــن
جمادى الأولى 1431 هـ الموافق لـنيسان 2010 م
 
 

بيان من مجاهدي إمارة القوقاز الإسلامية
و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
أمتنا المسلمة
وصلنا خبر استشهاد أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو حمزة المهاجر , نسأل الله سبحانه و تعالى أن يتقبلهما في عليين, , و ما بوسعنا أن نقول في هذا الخطب الجلل إلا إنا لله و إنا إليه راجعون, فالشهادة في سبيل الله هو ما يتمناه كل مجاهد خرج في سبيل الله, لتكون كلمة الله هي العليا , و طريق الجهاد ليس طريقا مفروشا بالورود و الرياحين فنسأل الله سبحانه أن يتقبل أميرنا أبو عمر البغدادي ووزير حربه الشيخ أبو حمزة المهاجر, و أن يلحقنا بهم في ركب الشهداء غير خزايا و لا مفتونين
إخواننا المجاهدين في العراق
 و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
و نسأل الله أن يعوض دولة العراق الإسلامية و يخلفها خيرا, و نحن معكم في خندق واحد, فوالله لو كان بوسعنا ما تخلفنا عن اللحاق بكم طرفة عين و بالرغم من المسافات التي بيننا , إلا أن قلوبنا معكم و تلهج لكم بالدعاء, واصلوا جهادكم على بركة الله و لتكن هذه الأحداث نارا على أعداء الله, فهم قد فرحوا قليلا و لكن فرحهم سينتهي بنارا تحرقهم
و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين
إخوانكم مجاهدي إمارة القوقاز الإسلامية
جمادى الأولى 1431 هـ ـ نيسان 2010 م


 

أنصار السنة - أكناف بيت المقدس: يوم بيوم والحرب سجال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران/102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء/1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب/70-71].
أما بعد:
إن معركة أمة الإسلام مع أعداء الله ورسوله في هذا الزمان ما زالت رحاها تدور، وغبارها ينتشر، وفصولها مستمرة؛ ليخزي الله الكفر وأهله، ويعز الله الإسلام وأهله، وفي كل يوم تصيب أعداء الله ورسوله مصيبة من الموت المحمول على سيوف رجال الله جنود الإسلام، ليعذبهم الله في الدنيا بسيوف المؤمنين، ثم يحشرون إلى جهنم وبئس المهاد، وقبل يشفي الله صدور المؤمنين، ويذهب غيظ قلوبهم، ولا زالت سنة الله باقية لا تتبدل ولا تتحول في مصابات المؤمنين التي يبتليهم بها، فلا يهنوا ولا يضعفوا ولا يستكينوا؛ فإن بلاء المؤمنين الصابرين عليه، صلوات من الله ورحمة ودرجات عند الله، فإن تذكرت مؤتة وراية الإسلام في يد زيد إلى أن يحملها خالد بن الوليد؛ فترى أن الثلاثة سادة قضى الله أن يسبقوا جنود الإيمان إلى الجنان، وهذا مسير أمة الإسلام من يوم بعث الله نوح ليمحو الله به الشرك، ويزيل به الأصنام، ويعيد من اجتالتهم الشياطين إلى التوحيد الخالص، والعبودية الحقة لله، إلى إبراهيم إمام الموحدين وأسوة المرسلين، وموسى وعيسى، وصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وعلى نبينا الذي جحشت ركبته، وكسرت رباعيته، وقتل سبعون من أصحابه في يوم واحد.
إن مصابنا اليوم في أمراء الدولة الإسلامية في بلاد الرافدين كبير، وكل مصيبة بعد رسولنا صلوات الله عليه وسلامه هينة، فأمر هذا الدين وعزه وظهوره كما لم يكن يوماً متعلقاً بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بعظماء الرجال المقتفين أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك هو اليوم.
إن مسيرة دين الإسلام ماضية، وإن معركته مع الكافرين والمرتدين مستمرة، وسنة الله في المؤمنين أن يتخذ منهم شهداء، فلا موت الرسل أوهن المؤمنين بهم، الصابرين على ما أصابهم في سبيل الله، كذلك اليوم وغداً اصطفاءُ الله لسادة العصابة المقاتلين عن الدين في هذا الزمان قتلى في سبيله، لا يؤخر في نصر هذا الدين، ولا يثبت أركان الكافرين والمرتدين، فالدولة للإسلام، والصولة والجولة لفرسان الدين، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين والمنافقون لا يعلمون.
فأي مجد حازه الأميران الهمامان أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر، هل تقول إنهم نزاع القبائل الذين التقوا على محبة الله لغير دنيا، الذين يغبطهم الأنبياء والشهداء، نحسبهم ولا نزكيهم على الله، أم المهاجرون الذين استجابوا لأمر الله والرسول، ووقع أجرهم على الله، أم المجاهدون الذين يقاتلون في سبيل الله الذين جعل الله لهم الدرجات، ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماوات والأرض، الذين فضلهم الله ورفعهم عن القاعدين درجة، أم الذين أحيوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد ما استغربها المسلمون، أم الذين أقاموا رسم الدين وشخصه بإحياء حدود الله وواجبات الدين في الجنايات، أم أعظم من ذلك؛ أنهم صانوا دين المرسلين في بلاد الرافدين من التحريف والتزوير، وأقاموا القضاة وحلق الدرس والعلم للناس.
فلله درهما وعلى الله أجرهما، وإن كانت القلوب حزينة، والنفوس متألمة، والدمعات تغالب جفون العيون، فإنا على ثقة بأن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأن الدين الذي ماتوا عليه، وقضوا عمرهم في القتال عنه؛ هو دين الله الظاهر على الأديان، المنصور رسوله ومن تبعه رغم أنوف الكافرين من أهل الكتاب والمرتدين.
ونطمئن أهل الإيمان أن الله اصطفى الأميرين، واتخذهما من بين المؤمنين إنعاماً عليهما، وابتلاءاً لجنودهما وأمة الإسلام أجمعين، أيتركون دينهم وأعراضهم للمشركين من أهل الكتاب، والمشركين من الشيعة الإمامية، ومن التحق بهم من الأذناب والأذيال، أم يصبرون ويكونون كالربييّن الذين قاتلوا مع الأنبياء، فلا وهنوا ولا ضعفوا ولا استكانوا والله يحب الصابرين.
وثقتنا بالله أن العصابة التي تقاتل عن الدين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، وما فعل الكفار فيهم إلا أذى، والله ناصر دينه وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
جهادنا مستمر حتى تحكم أرض الله بشريعته.
قيادة جماعة أنصار السنة – أكناف بيت المقدس
12جمادي الأول/1431 ، الموافق 25/4/2010
 
 


القوى الجهادية في جزيرة العرب
بيان بشأن استشهاد الشيخ أبي عمر البغدادي ووزير حربه الشيخ أبي حمزة المهاجر – رحمهما الله


الحمد لله القائل (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) والصلاة والسلام على رسول الله القائل (والذي نفس محمد بيده ، لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزوا فأقتل ، ثم أغزو فأقتل) وبعد :
فبقلوب راضية بقدر الله تعالى يرفع التنظيم تعازيه ومواساته للأمة الإسلامية عامة، والمجاهدين في العراق خاصة في فقد بطلين من أبطال الإسلام، وركنين من أركان الجهاد، الشيخ الأمير المجاهد الشهيد - بإذن الله - أبي عمر البغدادي ووزير حربه الشيخ المجاهد الشهيد - بإذن الله- أبي حمزة المهاجر، تقبلهم الله وأسكنهم فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.اللهم أجرنا في مصابنا، وعلى مثلكما فلتبكي البواكي، وحق للأمة الإسلامية أن تفتخر بقادة أمثالكما؛ فرسان العزة في زمن الذل و الهوان.

أمتنا المسلمة:
إنّ المسيرة التي تُروى بدماء قادتها لهي مسيرة منصورة، يرعاها الله و يحفظها، ولئن قُتل الشيخان فإنما نالا ما كانا يتمنّاه من الشهادة، وسطرّا بدمائهما معالم طريق التوحيد والجهاد.ولئن رحل الشيخان فقد سبقهم قادة كثيرون عبر التاريخ الإسلامي المجيد قدموا ما يستطيعون لخدمة دينهم ليكمل من بعدهم الطريق، ولن يتوقف الجهاد بفقدهم؛ فالجهاد ماض إلى يوم القيامة، كما قال نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

إخواننا المجاهدين في العراق:

إنّ الدين محفوظ بحفظ الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ولا يزال الله يغرس غرساً يستعملهم في طاعته، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) إنّنا نحبّ أولئك الرجال الذين يُحْيُون في الأمّة معاني العزّة و البسالة و التضحية في سبيل العقيدة و لن يزيدنا قتلهم إلا يقيناً بموعود الله سبحانه و تعالى (هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) نعم إخوة الإسلام و الجهاد قولوا لأعدائكم: (لا سواء قتلانا في الجنّة و قتلاكم في النار) و من يغالب الله يُغلب.
ونحن وإياكم جسد واحد على أعداء الإسلام ولن يخيب الله جهودنا، وسيخلف الله على هذه الأمة بخير مما مضى، والخير في أمتنا كثير وعظيم بفضل الله ونحن في جزيرة العرب وإياكم يد واحدة نصرة لهذا الدين.

ونقول للصليبيين وأذنابهم المرتدين:
أبقى الله لكم ما يسوؤكم، ستفرحون قليلاً وتبكون كثيراً، فالحرب سجال، والعاقبة للمتقين ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 
 
 .