السنور

عُذبت إمرأةً في هرةٍ حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار ـ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ـ

Bild 028 2Bild 028

ملحق الكرامات الأخباري


الناشر : الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله



 

للتواصل

هزائم الأحتلال

أعمال تشكيلية

ثقافة جهادية

ومضات

أخبار الجهاد

موقف في خبر

المستهل

الخبر اليقين

وثائق دامغات

بيانات

كتاب السنور

جرائم الأحتلال

مربط الفرس

ملصقات

مخاطب تنويرية

 

 

 

سجون

محاججات

شعر جهادي

 

الكرامات

سرديات


أحمد مدوبي آخر مؤامرة لهدم الشريعة الإسلامية
بيان صادر عن مكتب الإعلام التابع لحركة الشباب المجاهدين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبيَاء والمرسلين سيدنا مُحمّد و على آله وصحبه أجمعين و بعد:

مقدمة:

لا تزال الحرب دائرة بين قوى الخير والعدل و بين قوى الشر والظلم ، تلك الحرب التي أثبت المجاهدون صبرهم عليها ، والأيام والسنوات الماضية شاهدة أن المجاهدين يسيرون على خطى ثابتة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ، مستمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم، بينما يبدو واضحاً للعيان تخبط قوى الشر في سيرها ، فما أن يرسموا خطة إلا ويكتشفوا أن المجاهدين أفشلوها قبل أن تبدأ ، و سرعان ما يفكرون في غيرها ، حتى تساقطت أوراقهم واحدة بعد الأخرى ، وأصبح الفشل وساماً في وجوههم، ولله الحمد { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ?36? وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ?37?} [الجاثية:36-37]
إن الحرب بين الإسلام والكفر لا شك أنها باقية ما دام في الكون إسلام وكفر ، والخير والشر لا يجتمعان أبداً ولا بد أن يهزم و يحكم أحدهما الآخر ، يقول سبحانه وتعالى: { وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } [البقرة :217]، والشيء الوحيد الذي يتغير في ميدان المعركة هو الوجوه والأشكال ، فمتى ما سقط عن الكفر قناع لبس قناعاً آخر .

مؤتمرات الخيانة:

كان الغرب كثيرا ما يحاول أن يخدع المسلمين في الصومال ويتظاهرون أنهم يسعون لحل مشاكلهم ، وفي الحقيقة هم كانوا يشدون الخناق عليهم يوما بعد يوم ، فقد عقدت الكثير من المؤتمرات تحت شعار حل الأزمة الصومالية كما يزعمون ، وتنقلت هذه المؤتمرات حتى زارت كل دول المنطقة التي تتبادل الأدوار فيما بينها على حسب مصالحها ، فبدأت بجيبوتي ثم انتقلت إلى أديس أبابا ثم إلى نيروبي ثم عادت إلى مقديشو ثم تحولت إلى القاهرة ثم عادت مرة أخرى إلى جيبوتي ، حتى بلغ عدد المؤتمرات ما يقارب العشرين مؤتمرا وفي نهاية كل مؤتمر يتم تعيين عميل جديد لرئاسة الصومال ، وكان من آخر ما أنتجته كل تلك المؤتمرات أو المؤامرات أنها أسفرت عن ميلاد حكومة عبد الله يوسف المعروفة بـ (أمبقاتي) في نيروبي برعاية إثيوبية كينية ، ومعروف أن هناك تحالفا إثيوبيا كينيا ضد الصومال منذ أوائل الستينات في القرن الماضي بعدما عقد الطرفان اتفاقية الدفاع المشتركة بهدف حماية الأراضي الصومالية التي أعطاها لهم الاستعمار البريطاني ، إضافة إلى الرابط العقدي بين الدولتين فكلتاهما دولتان صليبيتان ، وكان هناك مخاوف من أن يقوى التيار الإسلامي ويتمكن من إحياء روح الجهاد بين الأغلبية المسلمة المستضعفة في القرن الإفريقي ، فيتفجر غضبهم بركاناً أمام الأقلية الصليبية الجاثمة على صدور الجماهير ، وعلى هذا كانت كينيا وإثيوبيا تعملان على عدم استقرار الأوضاع في الصومال ... ، لذلك ترى أن الأوضاع كانت تتأزم أكثر بعد كل مؤتمر للمصالحة .
وبينما كان الصراع يجري بين زعماء الحرب على السلطة وكيفية تقاسمها داخل تلك المؤتمرات ، كان الإسلاميون والدعاة يقومون مقام الدولة في حل مشاكل الناس ، مما أكسبهم ثقة المسلمين وبدأت شوكة الإسلاميين تزيد يوما بعد يوم ، ولما رأت أمريكا هذا النمو المتزايد السريع للإسلام حرّكت شركاءها في المنطقة والذين بدورهم أوكلوا أمراء الحرب وبدؤوا "الحرب القذرة" حرب الجواسيس والاغتيالات ضد الدعاة والمجاهدين والمصلحين ، فاغتيل الكثير من أهل الخير واعتقل الكثير وسلم البعض إلى الأمريكان ، وما كان من المجاهدين إلا أن قاموا بحرب مضادة ضد أمراء الحرب دفاعاً عن الدين والنفس والشرف ، قال تعالى: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ? } [ النحل: 126] ، وازداد الوضع تأزما بين المجاهدين وأمراء الحرب ، فأعلن أمراء الحرب عن إنشاء ما عرف بـ (حزب إعادة السلام ومحاربة الإرهاب) برعاية أمريكية مباشرة ، واشتدت المعارك وتنامت قوة المجاهدين حتى استولى المجاهدون على أكثر البلاد ، وعاد الأمن والاستقرار مرة أخرى إلى ربوع الصومال.


حرب الدين باسم الدين:

كما هو معروف لكل متابع أريب أن آخر ما توصل إليه الكفار من خطط لضرب الإسلام وأهله هي حرب الدين باسم الدين ، والتي لا يخلو منها اليوم ميدان من ميادين الصراع ، ومن أشهرها وأكبرها هي تجربة الصحوات في العراق ، فبعدما حاول الاحتلال أن يقضي على المجاهدين في العراق وباءت محاولاته بالفشل ، أوكل الأمر إلى الشيعة ليعطى الصراع طابعا طائفيا ، إلا أن النتيجة كانت على عكس ما يتمنونه خاصة بعدما اكتشف المسلمون التفجيرات التي كانت تقوم بها المخابرات في داخل الأسواق والأماكن العامة، والاغتيالات التي استهدفت كوادر وعلماء أهل السنة، وكل ذلك يتم إلصاقه بالمجاهدين زورا وبهتانا ، فأدى ذلك إلى التفاف أهل السنة حول المجاهدين ، ثم بدلوا الخطة وصوروا للعوام أن المجازر التي وقعت عليهم كانت بسبب المجاهدين ، واشتروا بعضاً ممن عرفوا بمقاومة المحتل وممن ينتسبون إلى أهل السنة في الظاهر وسلّحوهم ووكّلوهم لخوض الحرب ضد المجاهدين ، بل إنهم سعوا إلى إعطاء الصبغة الشرعية لمكرهم وخداعهم ، حيث اشتروا مجموعة من الذين يسمون بعلماء العراق كأمثال حارث الضاري وثلته ، إلا أن هذه المحاولة كانت أفشل من سابقتها ، وقضى عليها المجاهدون بفضل من الله سبحانه وتعالى .

ثم حاولوا نقل الفكرة إلى الصومال فجمعوا كل من قبـِل أن يرتد عن دينه ممن له سابقة في الدعوة أو الجهاد ، فبدؤوا بالمدعو شريف شيخ أحمد الذي كانت بداية انحرافه المعلن بعد الانسحاب حينما سلّم نفسه إلى كينيا ، حيث نقل بطائرة خاصة إلى أحسن فنادق نيروبي ، وهناك بدأ مشواره الخياني الواضح ، وبدأت لقاءاته السرية مع الأمريكان في نيروبي ، ثم انتقل إلى اليمن حيث كان له المزيد من اللقاءات مع السفارة الأمريكية ، وسافر بعدها إلى قطر وانتقل بعدها إلى أريتيريا ، حيث تم تأسيس حزب التحرير الذي عين رئيسا له ، ومن ثم انشق حزب التحرير إلى قسمين ، قسم يترأسه هو وهو القسم الأكبر حيث قرروا الدخول في شَراكة مع حكومة الردة السابقة ، ثم تم تعيينه رئيسا للحكومة بموافقة كل زعماء الحرب وكل ما يعرف بالمجتمع الدولي ، وأدخلوا معه في حكومته كثيرا من الأوجه التي كانت تعرف بالدين ، ومن الذي طبلوا وزمّروا لحكومة شريف بعض قيادات الصحوة السابقين ممن باعوا دينهم بدنيا غيرهم وكونوا ما يعرف بـ (الوفاق) ، فجمعوا له كل علماء السوء برئاسة كبيرهم (بشير أحمد صلاد) ، ولم يكن تنظيمهم المشؤوم هذا إلا لحرب المجاهدين وطمعا في بعض المناصب الوهمية في حكومة شريف ، والعجيب أن هذه الهيئة التي أسسوها لتكون مرجعا للمسلمين في الصومال على حد زعمهم لم تصدر منها إلا فتوى واحدة فقط ، وهي فتوى تأييد الحكومة وكأنهم اجتمعوا لأجلها فقط ، فاجتمعوا وأفتوا وانصرفوا ، وأما القسم الآخر من أسمرا وهو الذي يترأسه (حسن طاهر أويس) وهم الذين قرروا الرجوع إلى الصومال بعد خروج الأحباش ، وكوّنوا ما يعرف الآن بالحزب الإسلامي .

اتخذ المجاهدون موقفا شرعيا واضحا تجاه هذه الحكومة منذ لحظتها الأولى ، فقلنا أن حكمهم كحكم من سبقهم، هم في الكفر سواء ، فصوّرَ الإعلام الخبيث أن الصراع أصبح بين الاسلاميين وأن الجهاد انتهى ، ولكن هذه الخدعة لم تستمر كثيرا ، فالشعب يرى أن الحقيقة تخالف ما يقال في الإعلام ، فجنود شريف ينهبون أموال الناس كما كان يفعل جنود عبد الله يوسف ، والقوات الأفريقية ترتكب من المجازر في حق المسلمين مثلما كان يفعل الأحباش بل أسوأ ، فبان للشعب أن الحقيقة هي كما يقوله المجاهدون ( هم في الكفر سواء ) ، وساند الشعب جند التوحيد بعدما ذاقوا لذة العيش تحت ظل الشريعة الإسلامية ورأوا الأمن والسلام والنماء والازدهار الذي تحقق على أيدي المجاهدين في الولايات الإسلامية ، وفي المقابل رأوا الظلم والظلام علي أيدي جنود حفظ السلام .

وكانت من محاولات ضرب المجاهدين باسم الدين في الصومال القتال مع جماعة من غلاة الصوفية ، وهي جماعة يقودها أناس ينتسبون إلى التيار الصوفي ، ولكنهم في الحقيقة عملاء للأحباش ولحكومة شريف ، وصوَّرَ الإعلام الخبيث أن القتال بين المجاهدين وهؤلاء المرتزقة سببه هدم القباب من على المقابر والمزارات والأضرحة الشركية التي يقوم المجاهدون بإزالتها ، متناسين أن هؤلاء تحالفوا مع الحبشة وصاروا جنداً للصليب قبل هدم الأضرحة والقباب بسنين ، إلا أن هذا لم يزد جند التوحيد إلا يقيناً وثباتاً ، فلقنوا المرتزقة درساً لن ينسوه ، وسقط المئات منهم ما بين قتيل وجريح ، وما زال المجاهدون يجهزون على من تبقى من هؤلاء المرتدين .

أحمد مدوبي و حكومة كينيا:

كثير ممن ليس لهم دراية بالواقع يظنون أن كينيا ليس لها دور فيما يجري في الصومال ، وبغض النظر عن المؤتمرات التي كانت تعقد في نيروبي ودعمها لأمراء الحرب وشبكات التجسس حيث تعتبر كينيا أكبر وكر للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة ، ومعروف أن كينيا حليف رئيسي للأمريكان في حربهم ضد المسلمين فيما يسمى الحرب على الإرهاب ، إلا أن كينيا كان لها دور كبير في التضييق على المسلمين الذين نزحوا إلى كينيا بعد دخول الأحباش ، حيث أغلقوا حدودهم واعتقلوا المجاهدين وأهل الخير نساءً ورجالا وأطفالا وسلموهم إلى الإثيوبيين ، وحتى العلماء و خيرة من شباب المسلمين في كينيا تم اعتقال بعضهم وتعذيبهم ، أضف إلى ذلك أن المنظمات التنصيرية التي تحاول تنصير المسلمين في الصومال تعتبر كينيا مقرهم الأول وقاعدة خلفية لإمداداتهم ، ليس في الصومال فحسب ولكن في كل القرن الأفريقي ، ولا تزال كينيا حتى الآن تدرب الجنود لحكومة شريف ، بل إنهم يعملون على تجنيد أبناء اللاجئين من الصومال وإرسالهم لقتال المجاهدين .

إلا أن آخر ما قامت به الحكومة الكينية هي تعاونها الخفي مع أحمد مدوبي لحرب الجهاد والمجاهدين ، حيث تربط أحمد مدوبي علاقة حميمية مع نائب رئيس البرلمان الكيني ووزير الدفاع الكيني ومسؤولين آخرين في الحكومة الكينية ، وليست العلاقة مجرد علاقات عابرة بل يوجد بينهم اتصالات شبه يومية ، إلى درجة أن هناك عهودا بين الطرفين أساسها حفظ أحمد مدوبي للحدود ، فهو يعتبر بمثابة صمام أمان يحمي كينيا ويؤمنها على حساب المسلمين المضطهدين هناك ولا سيما أبناء الأقاليم الصومالية في شمال كينيا .

أحمد مدوبي والمؤامرة ضد ولاية جوبا الإسلامية:

يعتبر الصراع مع أحمد مدوبي حلقة جديدة من حلقات الصراع باسم الدين ، حيث يعتبر أحمد مدوبي امتدادا لنفس المخطط الذي يترأسه شريف ، والشبه بينهما كبير؛ فكلاهما وجوه معروفة وسط الإسلاميين ، وقصتهما متشابهة فشريف سلم نفسه للكينيين ومدوبي مسكه الأحباش وجندوه وكلاهما تم تجنييدهما بصورة خفية ، حتى أن العامي لا يكاد يصدق أنهم يعملون لصالح الصليبيين ، وكما أسلفنا من قبل أنه بعد دخول الأحباش الأوباش تكشفت الكثير من الحقائق والتي كان من أكبرها حقيقة شريف أحمد ، وهذه الحقيقة ظهرت بسرعة حتى زال عنها كل الغبش ، إلا أن هناك الكثير من الحقائق التي اكتشفت أخيراً وما زالت هذه الاكتشافات تظهر يوما بعد يوم ، ومن أهم وأخطر تلك المؤامرات الخفية مؤامرة تنبه لها المجاهدون من أول لحظة ، ألا وهي حقيقة المدعو أحمد مدوبي ، والذي بدأت قصته بعد الانسحاب ، حيث جرح بقصف من الطائرات الأمريكية ثم سقط في يد الأمريكان والذين بدورهم سلموه إلى الأحباش ، وتحت رعاية من الحبشة وقف أحمد مدوبي في وسط كسمايو وخاطب الصحافة أمام بعض زعماء العشائر قائلا فيما معناه : " أن الإثيوبيين قد تبين لي بعد هذا أنهم ليسوا أعداءنا ؛ بل إنهم إخواننا ، وأنا اخترت بكامل حريتي المغادرة إلى أديس أبابا لأسباب صحية ، وأطلب من حكومة إثيوبيا أن لا تتركنى في مدينة كسمايو حيث أشعر أن خطرا يهدد حياتي " كان البعض يحسنون الظن في هذا الرجل ظناً منهم أنه يتكلم بهذا الكلام بإجبار من الأحباش ، إلا أنه في الحقيقة بدأ مشواره الخياني من هذه اللحظة ، حيث علم المجاهدون أنه كان يتنقل حراً في فنادق أديس أبابا الفاخرة ، والتي تسكن فيها المخابرات العالمية وكبار المسؤوليين الأجانب في أديس ، وبعد أن تولى شريف رئاسة حكومة الردة التقى معه في إحدى زياراته إلى أديس ، وكان الغطاء لهذا الإجتماع إعلان أن شريف أحمد أتى ليشفع لأحمد مدوبي وليكون من المقربين إليه ، ولكن الحقيقة أن الرجلين اتفقا على شيء ما غير معلن ، إلا أن الحقائق التي ظهرت بعد مجيئه تُبين أنه كلف بمهمة سرية ، وتحديداً كانت مهمته تتعلق بمنطقة جوبا ، نظراً لأهمية المنطقة ولخطورة سيطرة المجاهدين على أقاليم متاخمة لحدود الدول المجاورة المعادية للإسلام.

بدأت المؤامرة فعينه شريف عضواً في برلمانه ، وانتقل أحمد مدوبي من أديس إلى جيبوتي حيث كان شريف يؤسس دولته ويضع الخطط ويرسمها ، وصل أحمد مدوبي إلى نيروبي قادماً من جيبوتي ومكث فيها برهة من الزمن ، واستقبل استقبال حاراً من قبل كبار السياسيين الكيينيين ، ودخل إلى جنوب الصومال عابراً الحدود الكينية ، وبدأ يخطط للوصول إلى قيادة كمبوني التي كان أحد مسؤوليها قبل الانسحاب ، وفي عملية مشبوهة قد يسميها البعض انقلاباً في داخل الحركة تم تعيينه نائباً لأمير كمبونبي ، إلا أنه كان هو الأمير الفعلي بل دكتاتوراً استغل أمر هذا الفصيل .

ومن هنا بدأ ينفذ خطته الخبيثه ، وقام بخطوات كبيرة تؤكد خبث هذا المشروع الذي ينوي تنفيذه ، حيث سحب معظم جنود كمبوني الذين كانوا يرابطون في خطوط الدفاع الأمامية في شمال ووسط مقديشو ومناطق أخرى خارج العاصمة ، وقام بوضع هؤلاء الجنود في مراكز استراتجية حول كسمايو وداخلها ، ومعروف أنه يوجد في كسمايو نظام إسلامي يطبق الشريعة ويقيم الحدود ويحفظ الأمن ، فلماذا ينقل الجنود إلى هذه المنطقة إذا؟ .

بعد ذلك بدأ عدة محاولات لزعزعة الأمن في المدينة ، فكانت هناك بعض محاولات اغتيال لبعض مسؤولي إدارة مدينة كسمايو في الولاية ، في محاولة منه لإشعال الصراع بين الفصائل ، وكان هذا بمثابة إعلان الحرب على المجاهدين ، فترك العدو الصليبي المحتل للبلاد ووجه بنادقه نحو صدور المجاهدين ، إلا أن المجاهدين كانوا يلتزمون الصمت تجاه هذه التصرفات درءً للفتنة ، وقام أيضا بتأليب القبائل ضد الولاية الإسلامية، وكل ذلك كان بهدف الضغط على إدارة المدينة للتنازل له عن مسؤولية المنطقة لينفذ ما خطط له ، ومن المعروف أن أحمد مدوبي في الفترة التي سيطر المجاهدون فيها على الولاية ، وقاتلوا ميلشيات القبائل المتناحرة وجميع قطاع الطرق من منطقة "حرنكة" إلى المناطق الواقعة وراء مدينة كسمايو وسطروا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية ، كان هو وقتها مسترخيا في فنادق أديس.

المتحالفون ضد المجاهدين:

كل الذين يقودون المعركة ضد المجاهدين في ولاية جوبا الإسلامية هم ممن تربطهم علاقات وثيقة مع شريف وحكومته ، بل إن بعضهم كان عضوا في اللجنة الأمنية التي كانت تتكون من حكومة عبد الله يوسف وجناح جيبوتي قبل انتخاب شريف ، ولم يكن هذا سراً بل كان معلنا في وسائل الإعلام ، وكان المدعو (معلم محمد )عضوا في حكومة عبد الله يوسف ومرافقا للمدعو (أفجدود) حاكم كسمايو أيام الحبشة و(إبراهيم شكري) الذي كان عضواً في اللجنة الأمنية المشتركة قبل تكوين الحكومة الحالية ، و(شيخ طاهر) الذي كان جنديا تابعاً لحكومة شريف كان موجودا في جيبوتي أثناء تحضير انتخاب شريف لرئاسة الحكومة ، وهذان الشخصان الأخيران طردهما الشيخ حسن تركي حفظه الله من فصيل كمبوني بسبب قربهم من حكومة الردة ، وهم الآن من كبار قيادات المؤامرة ضد المجاهدين التي يتزعمها أحمد مدوبي ، وحسبنا قوله سبحانه وتعالى : {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ? وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }[الأنفال:30] وقوله : {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ?15? وَأَكِيدُ كَيْدًا ?16? فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ?17?}[الطارق:15- 16-17].

إن أحمد مدوبي جزء لا يتجزأ من حكومة الردة وتربطه علاقة وثيقة مع الحكومة المرتدة بل مع شريف نفسه ، فهو عضو في برلمان حكومة الردة ، حيث أكد أنه كان عضوا في البرلمان ، وعندما أعلن أحمد مدوبي تركه للبرلمان لم يعلن توبته من ردته ، ولم يكمل شروط التوبة الشرعية ، وحتى وزراء حكومة شريف لما اشتدت المعارك على أحمد مدوبي لم يخفوا تأييدهم له ، حيث تكلم (عبد الرحمن حدج) أحد وزراء حكومة الردة وقال: "إن قواتهم (جيوش حكومة شريف) هم الذين شنوا الهجوم على مدينة كسمايو بالذات و على ولاية جوبا عموماً" ، ومما يدل على ارتباط هذا الرجل بحكومة شريف أنه كثف ضغطه على المجاهدين في جوبا في نفس الوقت الذي تحرك فيه المرتدون في مناطق "جدو" المجاورة للحبشة، إلا أن الله بفضله وكرمه سبحانه وتعالى خيّب ظنهم وفشلت خطة القوات الحبشية بعد أن صدّ هجومهم أبطال جيش العسرة .

فأحمد مدوبي يشبه الجبهات الموالية للحبشة ، فهو يقوم بدور حماية كينيا ، حيث كان يضغط على المجاهدين لأن يصرفوا التفكير عن أي دفاع من هجمات خارجية ضد الولايات الإسلامية تأتي من كينيا ، فهو بذلك يشكل حزاماً أمنياً يحمي كينيا و إثيوبيا من ضربات المجاهدين ، ويثبت أن له أجنده خفية يعمل لأجلها .

ومن جرائم هذا الرجل ضد النظام الإسلامي في كسمايو أنه قام بتوزيع أوراق في داخل المدينة يعلن فيها أنه لا يعترف بالنظام الإسلامي ومن ثم أعلن للتجار أنه سيضرب أي سفينة تجارية تقترب من الميناء إذا لم يدفع التجار له مبالغ مالية ، إلا أن التجار لم يستجيبوا لهذا التهديد ، مما دفعه للتراجع عن هذا القرار والاعتذار للتجار خاصة بعدما رأى أنه بهذا التصرف يزيد من الترابط بين المجاهدين والتجار ، بعدها غادر أحمد مدوبي المدينة ليجمع المزيد من المليشيات تحت شعارات قبلية ، فكان يثير القبائل بالشعارات والنعرات القبلية ليضمهم إلى صفوفه .

لقد طغى أحمد مدوبي وتجاوز جميع الخطوط الحمراء ، حيث أنه عطل تطبيق الشريعة وتحالف مع أعداء الإسلام وظاهَر الكفار على أهل الإسلام ، واستحل دماء المجاهدين ، واقتحم المدينة واحتل المطار ، بعدها أخبرته إدارة المدينة بأن عليه أن يغادر المدينة ويسحب جيشه منها ، إلا أنه قسم جيشه في داخل المدينة بتشكيلة قتالية ، وبدأ بإطلاق الرصاص على إحدى الدوريات التابعة لإدارة المدينة ، فردت عليه الدورية وانطلق القتال في كل أنحاء المدينة ، وما هي إلا عدة ساعات حتى هزمه الله وفر هاربا من المدينة تاركا معظم جنوده من خلفه .

تحالف أحمد مدوبي مع العلمانيين: أو.ان .أل. أف

لم يتورع أحمد مدوبي ومجموعته عن التحالف مع أي جهة معادية للإسلام والمسلمين وموالية للكفار بهدف ضرب المجاهدين في ولاية جوبا الإسلامية والسيطرة عليها ، حيث تحالف مع جبهة "أو.ان .أل. أف "العلمانية المعروفة بمحاربتها للإسلام ، والتي قاتلت المجاهدين الذين كانوا يحاربون القوات الإثيوبية المحتلة للمناطق الصومالية التي تحتلها الحبشة ، وكان قتالهم للمجاهدين بدعم من أمريكا تحت شعار مكافحة الإرهاب .


و ختاما:
نؤكد لأمتنا الإسلامية في داخل الصومال وخارجه أننا ماضون في طريقينا على بصيرة لا يضرنا من خالفنا ولا من خذلنا ، و بحمد الله تعالى وفضله ندرك كل ما يحاك حولنا من مؤامرات سواء كانت خفية أو معلنة ، فقد تكفل الله بهداية المجاهدين حيث قال تعالى { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ? وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ?69? } [العنكبوت:69] ، ولن نتوانى لحظة في إفشال أي مخطط يستهدف وقف تطبيق الشريعة الإسلامية أو يحول بيننا وبين إقامة الخلافة الإسلامية ، وندعوا الأمة الإسلامية إلى الإلتفاف حول المجاهدين حيثما كانوا ، وأن يتلقوا الأخبار من أفواه المجاهدين الصادقين الذي يسعون لتطبيق الشريعة الإسلامية وحمايتها ، وليس من أفواه أحمد مدوبي ومن هم على شاكلته الذي عطلوا الشريعة في مناطق نفوذهم ولم يطبقوا حداً واحداً من حدود الله ، بل إنهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ، وإنما يأمرون الناس بالقبلية الجاهلية ، وينهون الناس عن موالاة المجاهدين .

ونقول للمجاهدين اصبروا وصابروا ورابطوا ، واعلموا أنكم بقتالكم لأحمد مدوبي وأشباهه أحبطتم آخر مخططات أمريكا في هذه البلاد " حرب الدين باسم الدين " ، فاثبتوا وكونوا على يقين أن نصر الله قادم لا محالة ولو بعد حين ، وإنما هي امتحانات وابتلائات على طريق الخلافة الإسلامية ، فقتال المنافقين والمندسين والمرتدين من بني جلدتنا لا يقل أهمية عن قتال اليهود والنصارى ، فهم أصبحوا سدا منيعا يحتمي خلفه الصليب ، يقول الله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ? ذَ?لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ? وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?54? إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ?55? وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ?56?} [المائدة :54-55-56]

فطريقنا طريق شاق لا يصبر عليه إلإ من وفقه الله وعرف المنهج الصحيح الذي يوصله إلى هدفه وإلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، وأنتم طليعة الأمة وأملها القادم فهبوا لنصرة الدين ولا تتوانوا ولا تتردوا وانظروا إلى الطريق الذي بيننا وبين القدس ستتضح لكم الكثير من المعالم والعقبات التي نتوقعها وننتظرها، ونعلم يقينا أننا سنصلها طال الزمان أو قصر( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ?139? إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ? وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ? وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ?140?} [آل عمران:139-140)


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب، اهزم الصليبيين ومن حالفهم من المرتدين.
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين.
اللهم دمّرهم و زلزلهم.
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا،اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل.

والله أكبر

{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}


القسم الإعلامي لحَرَكَة الشَّبَابِ المُجَاهدِين
جيشُ العُسْرَة فِي الصُّومَال
السبت25 ذو الحجة 1430 هـ
12-12-2009