السنور

عُذبت إمرأةً في هرةٍ حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار ـ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ـ

Bild 028 2Bild 028

ملحق الكرامات الأخباري


الناشر : الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله



 

للتواصل

هزائم الأحتلال

أعمال تشكيلية

ثقافة جهادية

ومضات

أخبار الجهاد

موقف في خبر

المستهل

الخبر اليقين

وثائق دامغات

بيانات

كتاب السنور

جرائم الأحتلال

مربط الفرس

ملصقات

مخاطب تنويرية

 

 

 

سجون

محاججات

شعر جهادي

 

الكرامات

سرديات


بعد حرب النّجوم: أوباما يخترع حرب المصطلحات
بقلم: أبي محمّد العثماني


obabama

الحمد لله و الصّلاة و السّلام و على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه:
أمّا بعد،

الذي عاش وسط الشّعب الأمريكي البهيمي المتعجرف، و الذي خالطهم يعلم أنّ تعبيرهم اللّغوي من أفقر التّعابير، و مليء بالشّتائم و الكلمات البذيئة، فهم بهذا شعب لا يحسن حتّى الكلام، و حتّى و لو نمّقوا خطاباتهم بزخرف القول، زلّوا الزلاّت العظام التي تفضح السّرائر. إنّ ما ميّز السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة منذ أن رسم خطوطها العريضة هنري كيسنجر هو التّلاعب بالألفاظ لتمويه مآربهم الجشعة، فقد قتلوا مليوني فيتنامي باسم "الحرب ضدّ الشيوعيّة"، و كذلك فعلوا في نيكارغوا أواسط الثمانينات باسم "الحريّة و الدّيموقراطيّة". و ها هو خلفهم عبد البيت أوباما ينتهج نهجهم مع تعديل طفيف: فهو مستمرّ في حرب الولايات المتّحدة على الإسلام و المسلمين، و مع هذا يكذب على أذقان المسلمين محاولا خداعهم بزخرف من القول أوحته إليه شياطين الإنس و الجنّ غرورا، و عند قراءتك لهذا التّحليل المتواضع، ستدرك، أخ الإسلام، حجم الجحر الذي يراد لنا أن نلدغ منه مرّات و مرّات.
لقد عرفت عهدة بوش الأحقر بمصطلحات أصبحت بمثابة "افتح يا سمسم" لكلّ من أراد الإقتراب من البيت الأبيض، مثل "الحرب على الإرهاب"، "الإسلاميّة الفاشيّة"، التشدّد الإسلامي"، ...الخ، و قد جنت هذه الألفاظ الويلات على أمريكا بأكملها، إذ أنّ الحرب التي نمّقت بهذه المصطلحات أنهكت قواهم، و شرّدتهم و جوّعتهم، و فوق كلّ ذلك أصبح الأمريكي يتصدّر قائمة المطلوبين كلّما وطئت رجلاه النّجسة أرضا مسلمة. فماذا كانت نتيجة عهدة السكّير الملخبط: أرباح خياليّة حقّقتها الشّركات الحربيّة مثل هاليبرتون، منزل ديك شيني الثاني، و الشّركات البتروليّة، مثل شفرون التي كرّمت كاندي رايس – العضو السّابق في مجلس إدراتها – بأن أعطت اسمها لإحدى ناقلات البترول، و هذا مثال بسيط جدّا على مدى "تداخل المصالح" (كما يسمّونه في قانونهم الإدراي) داخل المنظومة الحاكمة للولايات المفترقة عن قريب الأمريكيّة: الأثرياء أصحاب الأرجل الغليظة و القرار، و جهازهم التّنفيذي الحكومة الفدراليّة، أمّا شعبهم، شعب الكوكا و الماك دو، شعب الزّنا و الشّذوذ، فمن لم يفقد بيته في أزمة القروض العقاريّة، فقد مدّخرات حياته في انهيار البنوك بفعل الأزمة الإقتصاديّة، و من لم يفقد ابنا أو أخا قتله المجاهدون، فقد عمله في جينيرال موتورز التي ساهم في إفلاسها المجاهدون، و أفضلهم حالا يتردّد على الطّبيب النّفساني ثلاث مرّات في الأسبوع، طبيب اشترى سلاحا البارحة لأنّ بوادر الإقتتال على الخبز بدأت تلوح في الأفق.

و لمّا أحسّت الإدارة الجديدة بثقل عبء ما وراء بوش، و لمّا علمت أنّ لانهيار الإمبراطوريّات علامات بدأت تتراكم في أمريكا، استنجدت كعادتها ب خزّنات التّفكير، و كان ممّا استعانوا به، تقرير أصدره مركز مكافحة الإرهاب في الرابع عشر من مارس 2008 ، عنوانه " كلمات مؤثّرة، و أخرى لا: دليل لإعلام مكافحة الإرهاب" و نشره الخبير الخبير ستيفن إيمرسن ( الذي بلغت شهرته الآفاق لما نسب "للإرهاب الإسلامي" عمليّة تفجير مقر الأف.بي.آي بأوكلاهما سيتي يوم 19 أفريل 1995 و الذي نفذّه اليميني المتطرّف ثيموتي ماك في(.

حمل هذا التّقرير مجموعة من التّوصيات تخّص إعادة النّظر في محتوى الخطاب الرّسمي الأمريكي فيما يخصّ الحرب على الإرهاب، و ذلك بمحاولة استبدال بعض المصطلحات (مصطلحات "افتح يا سمسم" السّابقة) التي أضرّت بصورة الولايات المتّحدة في العالم الإسلامي، و أهمّ هذه التّوصيات هي:


*"عدم ذكر الإسلام: حتّى و إن استغلّت القاعدة المشاعر الدّينيّة و حاولت الإستفادة منها لتبرير أفعالها، يجب علينا أن نعاملها كتنظيم سياسي فاقد الشرعيّة، إرهابي و غير شرعي..."

"*تجنّب الحديث بصفة دائمة عن الهويّة المسلمة: و تفادي وصف أي ّ شيء بـ "المسلم"، لأنّ هذا يدعم فكرة أنّ "الولايات المتّحدة تحارب الإسلام" التي ترفعها القاعدة. لنكن أكثر دقّة و لنقل (مصري، باكستاني) و أبلغ في الوصف بقولنا (شباب جنوب آسيا، قادة الرّأي العام العربي( كلّما أمكن ذلك..."

"*تجنّب المصطلحات الغامضة و المنتقصة: فخطابنا موجّه لعامّة المسلمين و لا نريد التّصادم معهم، إذا فلا داعي لشتمهم و لزيادة اللّبس بعبارات مثل "الفاشيّة الإسلاميّة" التي يعتبرها أغلب المسلمين سبّا لهم..."

"*تجنّب استعمال كلمة خلافة لوصف أهداف القاعدة و الجماعات المنتسبة إليها، لأنّ هذا المصطلح له وقع إيجابي لدى المسلمين، و أبلغ وصف لأهداف القاعدة الحقيقية هو "دولة عالميّة شموليّة".

*"تجنبّ استعمال مصطلحات مثل "جهادي" و مجاهد" عند التكلّم عن الإرهابيين، لأنّ مصطلح المجاهد ) المحارب المقدّس) يعتبر مدحا في إطار حرب عادلة. معنى الجهاد في العربيّة هو "بذل الجهد في سبيل الله"، و هو مستعمل في سياقات أخرى غير الحرب، فتسميتنا لأعدائنا بالجهاديين و التحدّث عن جهاد عالمي، يضفي الشرعيّة، رغما عنّا، على أعمالهم."

بل و تطرّق التّقرير إلى تجنّب الجمل المنفيّة مثل "نحن لا نكره الإسلام"، لأنّ ما يبقى في ذهن السّامع هو نحن و نكره.

و لأنّ الإدارة الأمريكية تثق ثقة عمياء في مثل هذه التّقارير، راحت تطبّق تعليماته بحذافيرها.
فهاهي هيلاري كلينتون أوّل من بدأت بلعب دورها في هذه المسرحيّة التي يراد منها خداع المسلمين، إذ صرّحت هذه العجوز الشّمطاء أنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة ستتخلّى عن استعمال "الحرب العالميّة ضّد الإرهاب" في خطابها حول الحرب على الإسلام، و لمّا وجّه إليها سؤال عن سبب اتّخاذ هذا القرار، أجابت بأنّ هذا الأمر من البداهة، و لم تعط إجابات مقنعة، و أنّى لها ذلك، فما هي إلا زرّ يضغط عليه، لا غير. تابعتها بعد ذلك ميشال سيسون سفيرة أمريكا في لبنان، التي قالت في تصريح للنهار نت في الثّالث من أفريل 2009 "أنّ الإدراة الجديدة ستستعمل عبارة "السّلام في الشّرق الأوسط بدل عبارة عمليّة السّلام". أمّا أوباما فقد أعلنها بكلّ الحذلقة التي تميّز خطابه واضحة من تركيا في السّادس من أفريل 2009 إذ قال: "إنّ الولايات المتّحدة ليست في حرب ضدّ الإسلام، و لن تكون في حرب ضدّ الإسلام". فهل تغيّر الخطاب هذا، يدلّ على تغيّر السّياسة؟ لا و الله، و لا أفضل من بني جلدتهم لإثبات ذلك:

تطرّقت جريدة الواشنطن بوست ليوم الرابع من أفريل 2009 لهذا الموضوع في عمود تحريرها تحت عنوان "كلمات جديدة للحرب"، و ممّا ورد في هذا العمود: " لقد أكّدت كاتبة الدّولة هيلاري رودهام كلينتون التّخلي عن استعمال عبارة "الحرب العالميّة ضدّ الإرهاب" و لكنّها لم تعط تبريرات لذلك و اكتفت بالقول: "أظنّ أنّ هذا بديهي"، ممّا يدفعنا إلى طرح عدد من التّساؤلات "البديهيّة": هل تظنّ الإدارة الأمريكيّة أنّ المعركة ضدّ القاعدة و الجماعات المتطرّفة الأخرى لا تدخل في مفهوم الحرب؟ هل التّهديد ضدّ الولايات المتّحدة يبدو أقلّ خطرا في عيني أوباما ممّا كان يبدو عليه في نظر بوش؟ هل لازالت الولايات المتّحدة تنتظر دعم حلفائها في حلف شمال الأطلسي في حرب بلا إسم و مجهود "بديهي"".
و بعد أن استأنس بما ورد في خطابات أوباما من دعوة لمحاربة القاعدة، واصل كاتب العمود:
" هذا يعني أنّ "الحرب العالمية ضدّ الإرهاب مستمرّة و لكنّها لن تحمل هذا الإسم. إنّ أوباما يدرك تماما حجم الأضرار التي سبّبتها إدراة بوش لسمعة أمريكا و مكانتها في أوروبا و العالم الإسلامي، و لذا تكلّم هذا الأسبوع عن "انطلاقة جديدة"، فكما أشار إلى ذلك الكثير من النّاس، أصبح استعمال لفظ "الإرهاب" مزعج، لأنّه يصف وسيلة حرب، و لا يحدّد عدوّا بعينه، و بالتّالي فالتّحدي الذي تواجهه الإدارة الأمريكية هو تحديد هذا العدوّ و أساليب مواجهته بطريقة تقنع الأمريكيين و الأوروبيين على حدّ سواء بضرورة محاربة هذا العدوّ و في أقرب وقت ممكن، و بأن ّ الافضل أن نتّحد لا أن نفترق, و بهذه الإعتبارات، فإن "انطلاقة" أوباما في ستراسبورغ كانت جيّدة". و هو يشير إلى استجداء أوباما حلفاءه الأوروبيين المساعدة، لأنّ تهديد القاعدة لأوروبا أكبر من تهديده لأمريكا.و في السّياق ذاته كتب بيتر باكر في مقال معنون ب "تغيّرت الكلمات، و لكن هل تغيّرت السّياسات؟" نشرته الإنترناشيونال هيرالد تريبيون بتاريخ 2 أفريل 2009، كتب قائلا:

"يمكن لمسؤولي إدارة أوباما أن يرسلوا 21000 جنديّا إضافيّا إلى أفغانستان، كما فعل بوش في العراق، و لكن لا يجب استعمال لفظ "زيادة" (يقصد في العدد) عند إعلان هذا الإجراء، يمكن لهم أن يسجنوا في غوانتانامو أناسا ألقي عليهم القبض في أرض المعركة، و لكنّهم مع هذا ليسوا "أعداءا مقاتلين"، يمكن لهم أن يواصلوا المعركة ضدّ القاعدة كما فعل أسلافهم، و لكن لا يجب تسميتها "حربا على الإرهاب..."
ثم يواصل متسائلا:
" إن لم نسمّها حربا على الإرهاب، فما هي إذا؟ عمليّات خارجيّة مستعجلة؟، و كيف نسمّي الهجمات الإرهابيّة؟ أنسمّيها "كوارث تسبّب فيها البشر؟"
ثمّ يستخلص قائلا:
"و بالتّالي، فإنّه بالرغم من تغييره للعبارات المستعملة في خطابه، فإنّ أوباما يحافظ على المنظومة الأمنيّة الوطنيّة، إذ لم يراجع لا الباتريوت آكط (الميثاق الوطني) و لا برامج التنصّت. و حتّى و لو أمر بإغلاق معتقل غوانتانامو في مدّة لا تتجاوز العام، فإنّه لم ينقل كلّ المساجين من هذا المعتقل، و فوق كلّ هذا تدعيمه لقوّاته في أفغانستان هو عين ما قام به بوش قبل عامين في العراق."
فيا إخوة الإيمان هل بعد هذه الإعترافات من بني جلدتهم من لبس و غموض؟ إنّ أهداف الحزبين الجمهوري و الدّيموقراطي واحدة، و إنّما الأول يستعمل العصا في تحقيقها، و الثاني يستعمل الجزرة، و ما أقدمت عليه إدارة عبد البيت أوباما ما هو إلا درّ للرّماد في العيون و محاولة تنويم المسلمين تنويما ميغناطيسيّا لتحقيق مآربهم، و لكن شاء الله أن يفضحهم و أن يجعل كيدهم في نحورهم، و لله الحمد و المنّة.
و السّؤال الذي يتبادر هو : ما الذي جعل خطّة أوباما هذه تلقى معارضة بعض الأمريكيين الذي سعوا إلى فضحها؟ أبشروا، فقد بدأت منظومة الحكم في أمريكا تتشتّت من ورائها كلّ البلد، و أدلّتنا على ذلك كبيرة و واضحة و لكن ليس هذا موضع بسطها.
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

ربيع الثاني1430هـ ـ نيسان 2009 م